نحتفل في 18 ديسمبر من كل عام، باليوم العالمي للغة العربية، والذي يهدف الي أهيمتها وتاريخها وثقافتها.
وحول هذا السياق، أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن اللغة العربية ليست مجرد أداة للتواصل، بل هي لغة القرآن والجمال، ووعاء هوية أمتنا، وحافظة ذاكرتها الحضارية، وجسر الانتماء الذي يصل الأجيال بتاريخها وثقافتها وقيمها.
-شرف الله اللغة العربية بأن جعلها لغة القرآن الكريم، فارتبطت بالعقيدة والتشريع وفكر الأمة ووجدانها، وكانت على مدى القرون وعاءً للعلوم والمعارف المختلفة، ولسانًا معبرًا عن الحضارة الإسلامية، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}. [يوسف: 2]
-إن الاهتمام باللغة العربية تنشئةً وتعليمًا وممارسةً مسؤولية مجتمعية، تبدأ من الأسرة، وتتعزز في المدرسة، وتكتمل في وسائل الإعلام والخطاب العام؛ فبسلامة اللغة تسلم الأفكار، وبقوتها يقوى الوعي والانتماء.
-ليس من الوعي ولا الوطنية الافتخار بهجر العربية أو ازدرائها، فمن أخطر ما يهدد اللغة العربية تشويه صورتها في أذهان النشء، ووصفها بالصعوبة والتعقيد، أو النيل من معلميها؛ وهو ما ينعكس سلبًا على ثقة الأجيال في لغتهم وقيمهم وشخصيتهم، ويضعف ارتباطهم بهويتهم وثقافتهم.
-اللغة العربية بما تملكه من جمال، وثراء، ومرونة، وقدرة على التعبير عن أدق المعاني، في أبدع أسلوب، قادرةٌ على مواكبة العصر، متى وجدت من يقربها ويصونها، ويقدّمها للأجيال في صورة حيّة محببة.
-الاعتزاز باللغة العربية لا يعني الانغلاق أو رفض تعلم اللغات الأخرى، بل يعني احترام الأصل والتمكن منه ومن أدواته وما ينتجه من تميز وتفرد معرفي وحضاري، فاللغات تُكسب المهارات، واللغة الأم تكون الهوية، ولا تعارض بين الانفتاح على العالم والاعتزاز بلغة القرآن التي هي لغة ثقافتنا وحضارتنا.
هذا المحتوى مقدم من بوابة دار الهلال
