ملخص "بينترست" تقول إن العام المقبل ستقوده توجهات واضحة وصريحة تميل إلى "عدم الامتثال والحفاظ على الذات والهروب من الواقع". وسواء تحقق ذلك عبر صعود الكرنب على حساب "الماتشا"، أو خفوت الأحمر لمصلحة الأزرق، أو عودة مباغتة لـ"البروش" الذي انزوى مع الجدات، أو وداع الأبيض والرمادي والبيج في البيت وفتح الأبواب أمام ديكور السيرك الزاعق، تظل الصرعات والترندات عاكسة لصحة (وربما علة) نفسية عالمية، وكاشفة عن تفضيلات (وربما حاجات) للبشر لم يجدوا سوى الألوان والصرعات للتعبير عنها.
بين باحثة عن اللون الأمثل للحذاء مع تنورة خضراء، ومنقب عن الوجهة الأنسب للمغامرة المحسوبة أو الراحة المنشودة، ومن ابتدع وصفة طعام فريدة وسهلة ويود للآخرين أن يجربوها، وراغبين في تناول أكلة جديدة شهية جربها آخرون، وحائرة في الاختيار بين منتجين متنافسين شبه متطابقين، ومن يجد في نفسه موهبة تنسيق غرف البيت واختيار ألوان الطلاء، وباحث عن فكرة لقصة شعر فريدة، وراغب في مشاركة صور فوتوغرافية التقطها ويجدها ملهمة، ومكتشف لهواية بسيطة قد تساعد آخرين في التغلب على فترات القلق أو الاكتئاب أو الوحدة، وباحثين عن حيواناتهم الأليفة عقب عواصف أو أعاصير أو زلازل، وشركات ناشئة راغبة في معرفة اتجاهات السوق، وباحثين عن أفكار لابتكار شخصيات كرتونية أو ألعاب إلكترونية أو منصات تقنية، أو جهات أمنية باحثة عن مطلوبين للعدالة أو خارجين عن القانون، أو هاربين من الواقع إلى عالم مرئي قائم على التصورات، يلجأ ملايين البشر إلى "بينترست"، إما بحثاً عن فكرة، أو إلهام، أو حلم مرئي.
LIVE An error occurred. Please try again later
Tap to unmute Learn more الهروب المرئي المنجم والمهرب والمأوى المسمى "بينترست" نجح على مدى أعوامه الـ15 في تقديم يد العون والإلهام للباحثين والمنقبين عن الأفكار، وكذلك الراغبين في الهروب المرئي من عالمهم إلى آخر موازٍ مطابق للمواصفات.
هذه المنصة المخصصة لاكتشاف الأفكار المرئية عبر الـ"سوشيال ميديا" هي المنجم الذي يستخدمه نحو 600 مليون شخص في أنحاء العالم بصورة مستمرة، إضافة إلى بضعة ملايين آخرين زائرين أو عابرين. من وصفة طعام، إلى ديكور منزل، إلى فكرة شركة، إلى عصف ذهني لتحديد المشتريات، إلى مقترحات لعطلات ومغامرات، إلى وسيلة مساعدة للعثور على أشخاص هاربين من العدالة، لا يتوقف "بينترست" عن التجديد والتطوير. وكيف له أن يتوقف، ما دام أن عنصر التجديد متوفر وفكرة التطوير مهيمنة، ومجتمع المنصة "منه فيه"، منه تصدر الأفكار وتجري مشاركتها، وفيه يتم البحث عن الجديد والفريد. وبين صانع للأفكار ومشارك للتجارب وباحث عن إلهام، تكتمل المنظومة بتوافر عنصر توليد الدخل، سواء للمنصة عبر الإعلانات، أو للمستخدمين عبر طرح وسائل واستراتيجيات قادرة على تحقيق قدر من المال، مما جعل "بينترست" شريكاً في صياغة تفاصيل حياة كثر، عبر فكرة وصورة وابتكار، وكذلك عبر توقع ما سيسود بين الناس من موضات وصرعات وتفضيلات لعام مقبل. إنها التوقعات التي لا تعكس فقط صعود نجم صنف خضار، أو خفوت لون ملابس بعد طول انتشار، أو ظهور ملامح حضارة قديمة في ديكور بيوت جديدة، ولكنها تعكس توجهات نفسية واجتماعية جديرة بالبحث والتفكير.
"بينترست" يقول إن العام المقبل ستقوده توجهات واضحة وصريحة تميل إلى "عدم الامتثال والحفاظ على الذات والهروب من الواقع". وسواء تحقق ذلك عبر صعود الكرنب على حساب "الماتشا"، أو خفوت الأحمر لمصلحة الأزرق، أو عودة مباغتة لـ"البروش" الذي انزوى مع الجدات، أو وداع الأبيض والرمادي والبيج في البيت وفتح الأبواب أمام ديكور السيرك الزاعق، تظل الصرعات و"الترندات" عاكسة لصحة (وربما علة) نفسية عالمية، وكاشفة عن تفضيلات (وربما حاجات) للبشر لم يجدوا سوى الألوان والصرعات للتعبير عنها.
"آيسد كرنب لاتيه" عشق الكرنب، أو "كراش الكرنب" متوقع، وقد يطيح بـ"الماتشا" من على عرش الأخضر الصحي، أو في الأقل ينافسها ويدفعها إلى مزيد من التوغل في الأطعمة والمشروبات التي اكتست بالأخضر على مدى نحو ثلاثة أعوام محولة المأكولات والمشروبات الجذابة إلى لون أخضر زرعي يلهث وراءه الصغار وينفر منه الكبار.
تأتي إلينا ثمرة الكرنب العملاقة في العام الجديد حاملة شعار "عش، إضحك، وكل ورقة". ويتوقع أن يمثل 2026 عاماً فارقاً تودع فيه الأجيال الأكبر سناً تمسكهم المزمن بتلابيب القرنبيط، وتحولهم صوب الملفوف أو الكرنب. لن يكتفي الملفوف بالهيمنة على المطبخ التقليدي باعتباره خضاراً مفيداً، ولكن سيثبت نفسه أكثر باعتباره بديلاً للخبز في لف السندويشات، والتاكو في القدرة على إحداث القرمشة، ناهيك عن دوره البارز الذي أحرز نجاحات مثيرة عبر "الكيمتشي" (الملفوف المخلل) الكوري الذي ذاع صيته. أما الأجيال الأصغر سناً فقد تجد ضالتها المنشودة، حال خفوت نجم الماتشا، في الملفوف بديلاً في مشروبات بدائل القهوة المثلجة، ولا يستبعد أن نطلب قريباً "آيسد كرنب لاتيه".
قد يجادل بعضهم بأن الكرنب أو الملفوف قديم قدم المصريين واليونانيين والرومان القدماء، بما لا يقل عن 4 آلاف عام، وهذه حقيقة. والحقيقة أيضاً تخبرنا أن العودة للماضي في حد ذاتها صرعة و"ترند". "عودة للماضي" يتوقع "بينترست" أن تغزو ملايين البيوت في العام الجديد. تعود أزياء وألعاب الطفولة في العام الـ26 من الألفية الثالثة إلى ستينيات القرن الماضي، ولكنها عودة فعلية، وليست مجردة في الأفكار. لن يقف الأمر عند حدود الأزياء والألعاب وحتى سجادات اللعب المستوحاة من الطراز القديم، ولكن ستصاحب ذلك صرعة شراء الملابس والألعاب القديمة والمستعملة التي يتوقع أن ترتفع أسعارها، إذ لن يكون الإقبال مقتصراً على بسطاء يشترون القديم، لكنه سيمتد إلى أثرياء وهواة تتبع صرعات يبحثون عن الفريد في القديم.
إحدى مميزات هذه العودة تكمن في عودة لعب الأطفال بمعناها الحقيقي، فحصان خشب ودمية بلاستيكية ومكعبات ملونة حقيقية لا رقمية، وجميعها يتطلب لعباً جماعياً بعيداً من تلك الرؤوس الصغيرة المثبتة في الشاشات.
ومن التوقعات المثيرة للدهشة عودة صندوق البريد وورقة الرسائل والأظرف وطابع البريد و"شكراً لساعي البريد" و"مرسل بعلم الوصول". ويتوقع "بينترست" نهضة في كتابة الرسائل عام 2026، وإقبالاً من جيلي الألفية و"زد" على تحويل كتابة الرسائل إلى فن راق وأظرف مزخرفة وأوراق مختارة بعناية وطوابع بريد مبتكرة، مما يعني صد الباب في وجه "رسائل البريد الإلكتروني" ولو بصفة موقتة. وتبقى معضلة وحيدة وهي كيفية التعامل مع النهضة البريدية المتوقعة في ظل تحول كثير من هيئات البريد في دول العالم إما إلى تقليص شديد في الأنشطة والوجود، أو تبني أعمال أخرى بعيدة من تسلم وإرسال وتوزيع الرسائل.
وداعاً للحياد عودة ثالثة تتسم بالألوان الزاعقة والخطوط الكثيرة والأجواء المفرحة تكمن في توقع شيوع "ديكور السيرك". بدءاً بغرف الرضع والأطفال المزركشة بألوان لا نهائية، مروراً بديكور بقية أرجاء المنزل، حيث الجدران ذات الخطوط بالألوان المختلفة والألوان الجريئة، ولمسة من سحر "البلياتشو" (المهرج)، وذلك بعد أعوام من هيمنة الألوان المحايدة من أبيض ورمادي وبيج.
التصميمات ستكون جريئة بعد عقود من الهدوء والسكون، والبحث.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

