بغداد / عراق اوبزيرفر

بعد أكثر من ثلاثة عقود من الانقطاع، عادت السماء العراقية لتستقبل أول رحلة جوية أوروبية مباشرة تهبط في مطار بغداد الدولي، ما يمثل لحظة تاريخية في مسار النقل الجوي العراقي.

هذا الحدث ليس مجرد رحلة تجارية، بل رمز لانطلاقة جديدة نحو الانفتاح الدولي وتعزيز الثقة بالبنية التحتية والمطارات العراقية، بعد سنوات من الحروب والتحديات الأمنية والفنية.

محطة مفصلية

يوم الثلاثاء الماضي، أعلنت وزارة النقل عن هبوط طائرة تابعة لشركة أيجة اليونانيةAegean Airlines في مطار بغداد الدولي لتكون أول طائرة تجارية أوروبية تحط فيه منذ 35 عاما.

وقالت الوزارة في بيان، إن هذه الرحلة تعد محطة مفصلية تؤرخ لمرحلة جديدة من التعافي والانفتاح في قطاع النقل الجوي العراقي .

وأضافت نفذت الرحلة شركة أيجة (الناقل الوطني اليوناني)، لتكون أول طيران أوروبي يهبط في العاصمة بغداد منذ أكثر من 3 عقود، إيذانا بعودة العراق إلى خريطة الطيران الأوروبي من جديد .

وتوقفت شركات الطيران الأوربية عن تسيير رحلات مباشرة إلى بغداد منذ بداية تسعينيات القرن الماضي. غير أن العراق بدأ خلال السنوات الأخيرة باستعادة الاستقرار والأمن. وتسعى السلطات جاهدة لجذب الاستثمارات الأجنبية لدعم اقتصاد البلاد.

وسيتم، وفق وزارة النقل، تسيير رحلتين أسبوعيا على خط بغداد/ أثينا/ بغداد مع إمكانية زيادة عدد الرحلات وفقا لمعدلات الطلب.

وكانت الشركة اليونانية بدأت قبل أشهر تسيير رحلات إلى أربيل (في إقليم كوردستان العراق).

يشار إلى أن شركة أيجة تمتلك شبكة تشغيل واسعة تغطي 162 وجهة عالمية، إلى جانب أسطول جوي حديث ومتطور.

هل ينتهي الحظر الأوروبي؟

وفي هذا السياق، أكد الخبير والمستشار الاقتصادي عادل الدلفي في حديث لـ عراق أوبزيرفر أن هذه الخطوة تمثل تطوراً مهماً ورمزياً في العلاقات الجوية بين العراق وأوروبا، لكنها لا تعني نهاية مشكلة الحظر الأوروبي على الطيران العراقي.

وأوضح الدلفي أن هبوط طائرة تابعة لشركة Aegean Airlines اليونانية في مطار بغداد، كأول رحلة تجارية أوروبية مباشرة منذ أكثر من 35 عاماً، يعكس عودة تدريجية للعراق إلى خريطة الطيران الأوروبي، ويؤشر إلى ارتفاع مستوى الثقة بالأمن والبنية التحتية للمطارات العراقية، بعد سنوات من التوقف بسبب الحروب وعدم الاستقرار الأمني والتحديات الفنية.

وأشار إلى أن الحظر الأوروبي على شركات الطيران العراقية لا يزال قائماً، مبيناً أن الخطوط الجوية العراقية وشركات أخرى مثل Fly Baghdad ما زالت ممنوعة من تسيير رحلات داخل الأجواء الأوروبية، بسبب متطلبات تتعلق بمعايير السلامة الجوية.

وأضاف أن رفع الحظر يتطلب استكمال إجراءات فنية وإدارية طويلة، تشمل تحديث الأداء التشغيلي، والالتزام بمعايير الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران (EASA)، والحصول على شهادات دولية مثل IOSA، والتي تُعد شرطاً أساسياً للسماح بالطيران داخل أوروبا.

وبين الدلفي أن الحكومة العراقية أعلنت خلال الأشهر الماضية تحقيق تقدم كبير في البرنامج التصحيحي الخاص بمتطلبات السلامة الأوروبية، إلا أن الملف لم يُغلق رسمياً حتى الآن، مؤكداً أن رفع الحظر يحتاج إلى وقت وتعاون مستمر مع الهيئات الدولية المختصة، ولا يتحقق بمجرد افتتاح خط جوي لشركة أوروبية خاصة إلى بغداد.

وجاءت هذه الخطوة لتؤكد أن العراق يستعيد تدريجيا موقعه على خريطة الطيران العالمي، ويعكس جهود الحكومة في إعادة بناء قطاع النقل الجوي وربطه بالمعايير الدولية، مع إشارات قوية لتعزيز الاستثمار والسياحة وربط البلاد بأوروبا والعالم مجددا.

هذا المحتوى مقدم من عراق أوبزيرڤر