يدخل المنتخب التونسي غمار نهائيات النسخة الـ35 من بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم المقامة في المغرب، بقيادة مدربه العائد سامي الطرابلسي، واضعاً نصب عينيه هدفاً وحيداً وهو التتويج باللقب القاري الثاني في تاريخه، بعد اللقب الأول الذي تحقق على أرضه قبل 22 عاماً. ولاية جديدةويعود الطرابلسي في ولايته الثانية، بعد فترة أولى امتدت بين عامي 2011 و2013، لينجح في إعادة "نسور قرطاج" إلى الواجهة عبر مشوار شبه مثالي في تصفيات كأس العالم، حجز من خلاله بطاقة العبور بجدارة إلى العرس العالمي المقرر في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.وتمكنت تونس تحت قيادة الطرابلسي من تصدر المجموعة الـ8 برصيد 28 نقطة من أصل 30 ممكنة، في حصيلة رقمية لافتة سجل خلالها خط الهجوم 22 هدفاً، وحافظت المنظومة الدفاعية على نظافة شباكها تماماً. وجاءت هذه الصحوة لتعيد الانضباط الحقيقي للمنتخب بعد مرحلة من التخبط شهدت خروجاً مخيباً من الدور الأول لنسخة 2023 في ساحل العاج، واستقالة المدرب جلال القادري، ثم تعاقب عدة مدربين مؤقتين هم منتصر الوحيشي، فوزي البنزرتي، وقيس اليعقوبي."طليان إفريقيا" وفي تصريح حديث لموقع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أوضح الطرابلسي فلسفته الجديدة قائلاً إن تونس لطالما تميزت بهوية قوية وتلقب أحياناً بـ"طليان إفريقيا" نظراً للصرامة التكتيكية والصلابة الدفاعية، مشيراً إلى أن مهمته الأولى كانت إعادة رفع معنويات المجموعة التي عانت من الإرهاق وغياب الانسجام. وأضاف المدرب أن العمل ركز لاحقاً على تحديث أسلوب اللعب عبر البناء من الخلف وشن هجمات سريعة ومنظمة، مؤكداً أن كرة القدم الحديثة تفرض صناعة اللعب وعدم الاكتفاء بالدفاع، مع تعديل مناطق استرجاع الكرة بالضغط العالي بدلاً من الانتظار في الخلف.ويملك المدافع الدولي السابق، الذي خاض 81 مباراة دولية، خبرة واسعة في البطولة القارية التي شارك فيها 3 مرات، وكان قريباً من اللقب عام 1996 عندما خسر النهائي أمام جنوب إفريقيا. ويرى الطرابلسي أن الطموح هذه المرة يجب أن يكون أكبر، مصرحاً بأن الهدف هو بلوغ المربع الذهبي على الأقل، مع شعور داخلي بالقدرة على الذهاب أبعد من ذلك، خاصة أن تونس لم تغب عن النهائيات منذ عام 1994. وشدد على ضرورة ترجمة هذا الثبات في المشاركة إلى نجاح حقيقي وتجاوز عقدة الدور الأول، من خلال التركيز الكامل في المباريات الـ3 الأولى.ويدرك المدرب التونسي أنه أمام التحدي الأكبر في مسيرته، حيث يسعى لتحقيق إنجاز ثانٍ للكرة التونسية بعد عام 2004، أو تكرار إنجاز الوصول للمربع الذهبي كما حدث في نسخة مصر 2019. مستقبل بيد اللهورغم عدم إعلانه صراحة عن الهدف المسطر، إلا أن الطرابلسي ألمح إلى أن استمراره مع النسور مرهون بتحقيق الأهداف المطلوبة، مؤكداً عقب الخروج المخيب من الدور الأول لكأس العرب في قطر أن مستقبله بيد الله، وأن أهداف عقده مرتبطة بنهائيات كأس إفريقيا والتأهل لمونديال 2026، ولا علاقة لها بالمسابقة العربية.وأشارت تقارير إعلامية نقلاً عن مصادر داخل الاتحاد التونسي، إلى أن العقد ينص على ضرورة التأهل إلى دور الـ4، وأن بلوغ ربع النهائي مع تقديم مستوى جيد قد يبقيه في منصبه حتى المونديال. وكان الطرابلسي يحظى بتقدير كبير حتى شهر نوفمبر الماضي، قبل أن تنقلب الأمور بسبب المشاركة المخيبة في كأس العرب بقطر خلال الأيام الـ10 الأولى من الشهر الحالي، مما يضع على عاتقه مهمة استعادة ثقة الجمهور ومسؤولي الاتحاد عبر بوابة البطولة الإفريقية. (وكالات)۔۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
