تتجه الأنظار، في الأيام الأخيرة، إلى فنزويلا بوصفها إحدى ساحات التوتر الأكثر سخونة في المشهد الدولي، مع تصاعد واضح في مستوى الإجراءات الأمريكية واتساع نطاقها، لكن التطورات المتلاحقة لا يمكن فصلها عن سياق دولي أوسع يشهد إعادة تموضع للقوى الكبرى، وتقدّماً في ملفات أخرى لا تقل حساسية، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا.
فنزويلا في قلب إعادة ترتيب النفوذ
في هذا المناخ المشحون، تتحول فنزويلا من ملف مزمن في السياسة الأمريكية إلى عنصر فاعل في معادلة ضغط أوسع، تُدار فيها الأزمات بتوقيت محسوب وبأدوات تتجاوز منطق العقوبات التقليدية، ما يفتح الباب أمام تساؤلات جدية حول طبيعة المرحلة المقبلة وحدود التصعيد المحتمل.
ضمن هذا السياق، يكتسب التصعيد الأمريكي ضد فنزويلا دلالات تتجاوز حدود الكاريبي، وفق ما أفادت به مصادر دبلوماسية أوروبية "إرم نيوز".. فاختيار هذا التوقيت، وشكل الأدوات المستخدمة، وطبيعة الرسائل المرافقة له، كلها عناصر توحي بأن واشنطن تتحرك ضمن مشهد دولي أكثر تشابكاً، حيث تتقدم ملفات كبرى إلى مراحل حاسمة، وفي مقدمتها أوكرانيا.
التحول في سلوك إدارة ترامب يبدو متوجهاً نحو فتح مسار تصعيد محسوب، يرفع مستوى الضغط ويُبقي في الوقت نفسه على خيارات ميدانية أعلى من دون اللجوء إليها فوراً.
هذا التداخل بين الساحات يعيد طرح فنزويلا بوصفها جزءاً من معادلة أوسع لإدارة النفوذ والمقايضات الدولية.
في المقابل، تبدو موسكو حاضرة في المشهد بقدر من التحفظ المحسوب، فالدعم الروسي لفنزويلا لم يتراجع على المستوى الخطابي أو السياسي، لكنه لم يتحول أيضاً إلى خطوات ردعية توازي مستوى التصعيد الأمريكي.
هذا السلوك لا يمكن اعتباره غياب اهتمام، بقدر ما يعكس ترتيباً للأولويات في مرحلة دولية مفصلية. أوكرانيا تبقى الساحة الأكثر حساسية بالنسبة للكرملين، وما يتصل بها من حسابات عسكرية وسياسية وإستراتيجية يتقدم على ملفات أخرى، حتى تلك التي تمثل نقاط نفوذ رمزية في الفضاء الأمريكي اللاتيني.
مستشار ترامب: فنزويلا "سرقت" صناعة النفط الأمريكية
فرض وقائع جديدة
وقال مصدر دبلوماسي أوروبي مطّلع، لـ"إرم نيوز" إن التصعيد الأمريكي ضد فنزويلا يأتي في إطار مسار قائم منذ فترة، مشيراً إلى أن "إدارة ترامب انتقلت في هذه المرحلة إلى استخدام أدوات أكثر وضوحاً وقسوة، بعد أن استنفدت مراحل الضغط السياسي والاقتصادي التقليدي".
وأضاف المصدر أن "واشنطن تتعامل مع الشأن الفنزويلي كملف إستراتيجي طويل الأمد"، لافتاً إلى أن "التحول الحالي يعكس قراراً أمريكياً برفع سقف الضغط، لا لاختبار ردود الفعل، وإنما لفرض وقائع جديدة في ساحة تعتبرها الولايات المتحدة جزءاً من مجال نفوذها المباشر".
وتابع أن "التزامن بين تشديد الإجراءات ضد فنزويلا والتطورات الجارية في أوكرانيا يندرج ضمن إدارة أمريكية متعمّدة لملفات متوازية"، موضحاً أن "الربط بين الساحتين لا يُطرح على شكل تفاهمات معلنة، لكنه حاضر في الحسابات السياسية العامة، سواء في واشنطن أو في عواصم أخرى".
ضبط سقف المواجهة
وفيما يتصل بالموقف الروسي، أوضح المصدر أن "موسكو تنظر إلى التصعيد الأمريكي في فنزويلا بواقعية سياسية"، مشيراً إلى أن الدعم الروسي لكراكاس مستمر على المستوى السياسي، لكنه لا يُترجم تلقائياً إلى مواجهة مباشرة، في ظل انشغال الكرملين بساحات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من إرم نيوز
