4 مايو / تقرير مريم بارحمة
لم تعد قضية الجنوب اليوم مجرد مطلب سياسي مؤجل، ولا ملفًا قابلًا للمناورة أو الالتفاف، بل تحوّلت إلى حقيقة سياسية راسخة فرضت نفسها على الأرض، وبلغت مرحلة نقطة اللاعودة؛ تلك المرحلة التي تسقط فيها كل مشاريع الإرجاع القسري إلى الماضي، وتتلاشى معها أوهام إعادة إنتاج منظومات الهيمنة التي سقطت بفعل الإرادة الشعبية والتضحيات الجسيمة.
-تحول نوعي في مسار قضية الجنوب
شهدت قضية الجنوب خلال السنوات الأخيرة انتقالًا نوعيًا من مربع التهميش والإنكار إلى مربع الفعل والتأثير وصناعة القرار. لم يعد الجنوب مجرد ساحة صراع، بل أصبح طرفًا سياسيًا فاعلًا يمتلك مشروعًا واضح المعالم، وإرادة جمعية صلبة، وأدوات سياسية وأمنية تمكّنه من حماية هذا المشروع. هذا التحول لم يأتِ من فراغ، بل كان نتاج: نضال شعبي طويل امتد منذ ما بعد حرب 1994. وتضحيات جسيمة قدّمها الجنوبيون في مواجهة الإقصاء والاحتلال، إعادة بناء الهوية الجنوبية كمشروع وطني جامع. وأيضا بروز قيادة سياسية جنوبية تمتلك رؤية واضحة لإدارة الصراع واستعادة الحقوق.
-استعادة القرار الجنوبي: كسر الوصاية
أهم ما يميز المرحلة الراهنة هو استعادة القرار الجنوبي المستقل، بعد عقود من مصادرة الإرادة السياسية وفرض الوصاية من قوى الهيمنة اليمنية. هذه الاستعادة شكّلت ضربة قاصمة لكل المشاريع التي كانت تراهن على إبقاء الجنوب تابعًا أو ملحقًا أو ورقة تفاوض. لقد أصبح القرار الجنوبي: نابعًا من الداخل الجنوبي. معبّرًا عن تطلعات الشارع الجنوبي. محميًا بإجماع شعبي وقوة ميدانية. غير قابل للمقايضة أو التنازل.
-تقرير المصير خيار شعبي لا رجعة عنه
لم يعد الحديث عن تقرير المصير شعارًا عاطفيًا أو مطلبًا نخبويًا، بل أصبح خيارًا شعبيًا جامعًا تتقاطع حوله مختلف المكونات الجنوبية. فالتجربة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة 4 مايو
