تصريحات الأمم المتحدة: قضية شعب الجنوب المفتاح الواقعي للسلام المستدام

4 مايو / د. أمين العلياني - الجنوب العربي

في إحاطةٍ سياسيةٍ دقيقةٍ، لم تكتفِ بالتقارير الجاهزة، بل نزلت إلى عمق واقع الأزمة في اليمن المعقّد شمالًا وجنوبًا، حيث تحدث الأمين العام للأمم المتحدة، (أنطونيو غوتيريش)، بلغةٍ تحمل بين سطورها إدراكًا متجدّدًا لحقيقةٍ قضية شعب جنوبي عربي طالما تم تهميشه أو التعامل مع شعبه وأرضه وثرواته بنوع من النهب والإقصاء والتسريح والقتل والاغتيال ونهب الأراضي العامة والخاصة في ظل وحدة اندماجية فشلت في مرحلتها الانتقالية بسبب حرب شنتها قوى الشمال على الجنوب.

ومن هنا فقد جاءت تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، التي قد تبدو للبعض ضمن الإطار الدبلوماسي المعتاد، حاملةً في طياتها مقاربةً جذريةً تلمس لبَّ أزمة ما أفضت الحرب الحالية، مؤكِّداً أن أي تسوية مستدامة لا تلبي تطلعات شعبية لليمن لن ولم يكتب لها البقاء والاستمرار مشترطًا هذه المرة نجاحها ببداية جادة بالاعتراف الواضح بالحل العادل لقضية شعب الجنوب.

ومن هنا، لا يصدر الأمين العام للأمم المتحدة حديثه من فراغٍ نظري، بل يستند، كما أوضح، إلى معطيات الواقع والقوى الفاعلة على الأرض، مُستحضرًا الإنجازات الميدانية في مجالات الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب.

وهو بذلك يربط، ضمنًا وبقوة، بين شرعية التمثيل والقدرة على صنع السلام وبين شرعية الفاعلية الميدانية والقادرة على صناعة الواقع وتأمينه وحمايته، وهذا الربط يحوِّل الخطاب من عموميات التسوية المستدامة والسياسية إلى خصوصيات التوازنات الفعلية على الأرض؛ فهو لا يتحدث عن أطرافٍ في الفراغ وشرعية الموميات المحنطة في فنادق الرياض، بل عن كياناتٍ تملك الجغرافيا وتملك القدرة على إدارتها وحمايتها، وتمتلك تفويضًا شعبيًا يعبر عن تطلعات شعبية جماهيره الغفيرة.

التسوية المستدامة نجاحها مشروط بإعتراف حق الجنوب بتقرير مصيره:

يضع غوتيريش المجتمعين الدولي والإقليمي أمام مرآة الحقيقة قضية شعب الجنوب مشيرًا إلى عدالتها من حيث قانونيتها وإطار حقيقتها السياسية ويصفها بأنها ليست مجرد مظلومية حقوقية كما يصفها قوى الشمال اليمني يمكن تعويضها، بل هي قضية شعبٍ كانت ذات كيانٌ سياسيٌّ معترفٌ به دوليًا وإقليميًا، تعرّضت لاحتلالٍين في عامي 1990م و 2015م. ومن ثم، فإن أي حديث عن تسوية مستدامة شاملة يمكن الحديث بدايتها من من صنعاء أو تنتهي عند مشاكلها، وتتجاوز قضية شعب الجنوب الجوهرية، هو حديثٌ عن حلٍّ هشٍّ قابلٍ للانهيار ولا يمكن أن يحل المشكلة مطلقًا، بل إن غوتيريش يحذِّر من العواقب ويقول: إذا تجاهلت قضية شعب الجنوب سوف تفتح الباب على مصراعيه لمزيد من التصعيد. ويدعو الأمين العام المجتمعين الدولي والإقليمي أن يعيد النظر في تركيب المعادلة وجذور المشكلة الحرب وأسبابها بصورة موضوعية وشاملة، لأن قضية شعب الجنوب في مساعي الأمم المتحدة ليست عائقًا للسلام، بل هي المدخل الحقيقي للحل العادل، ومفتاح الحل، وأي مسارٍ يتجاوز حلها وإعطائه الأولوية يعيد تدوير الصراع من جديد.

ومن هنا تصبح هذه القراءة التحليلية متوافقة مع المسار النضالي الذي اختطه شعب الجنوب، كما تجسّد في السنوات الأخيرة في صيغة مؤسسية جامعة تمثلت في المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يمثل تلاحمًا بين الإرادة الشعبية السلمية والمقاومة المسلحة والمكونات النضالية تحت مظلة مشروع سياسي واضح ويقوده رئيس مفوض بشعبية جماهيرية تمثل الغالبية الكبرى من المجتمع الجنوبي بمختلف أطيافه والسياسية والاجتماعية والثقافية والمرأة والشباب. وأي تسوية مستدامة تُفرض من أعلى وتتجاهل هذا الكيان الفاعل وصاحب الأرض والجمهور، لا تُبنى على العدالة، بل على تغييب الحقوق المصيرية، مما يضمن فشلها واستمرار الاحتقان.

تقرير المصير: من النضالية إلى التمكين :

يتجاوز التحليل المستند إلى تصريحات غوتيريش فكرة المظلومية إلى فكرة الضرورة الجيوسياسية؛.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة 4 مايو

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة 4 مايو

منذ 8 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 6 ساعات
عدن تايم منذ 4 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 8 ساعات
عدن تايم منذ 19 ساعة
عدن تايم منذ 6 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 11 ساعة
صحيفة عدن الغد منذ 11 ساعة
صحيفة عدن الغد منذ 8 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 17 ساعة