عملية "نارنيا" التفاصيل الكاملة لاغتيال علماء إيران النوويين

ملخص تعتبر إسرائيل أن ضرب "العقل النووي" هو الطريقة الأنجح لوقف البرنامج بصورة فعالة، إذ تعتقد أن استهداف العقول القيادية في البرنامج النووي يؤدي إلى تأخيره أو تعطيله بالكامل، ومن هنا بدأت مساعيها إلى تصفية العقول المدبرة للبرنامج الإيراني لتعطيل تقدم طهران في هذا المجال.

كثيراً ما كانت فكرة استهداف العلماء في سياق الصراعات النووية موضوع جدل واسع، خصوصاً حينما يتعلق الأمر بمحاولة تعطيل المعرفة العلمية نفسها، وهي ممارسة سبقت عصر السلاح الذري بزمن طويل.

LIVE An error occurred. Please try again later

Tap to unmute Learn more وتجسدت الفكرة للمرة الأولى نهاية الحرب العالمية الثانية من خلال "عملية إبسيلون" عام 1945، حين قامت قوات الحلفاء بخطف واحتجاز 10 علماء ألمان يشتبه في عملهم ضمن البرنامج النووي النازي، وذلك لمراقبة أحاديثهم داخل منشأة سرية مزودة بأجهزة تنصت بهدف تقييم مدى اقتراب ألمانيا من إنتاج قنبلة نووية، وتفكيك ما تبقى من مشروعها العلمي.

غير أن هذا الأسلوب القائم على الاحتواء والرقابة لم يستمر طويلا في النزاعات النووية اللاحقة، ففي الحال الإيرانية تبنت إسرائيل نهجاً مختلفاً من خلال استهداف العلماء والمهندسين الإيرانيين بصورة مباشرة، انطلاقاً من قناعة أمنية بأن ضرب المنشآت لا يكفي وأن كبح البرنامج النووي يمر عبر ضرب العقول التي تقوده.

وتعتبر إسرائيل أن ضرب "العقل النووي" هو الطريقة الأنجح لوقف البرنامج بصورة فعالة، إذ تعتقد أن استهداف العقول القيادية في البرنامج النووي يؤدي إلى تأخيره أو تعطيله بالكامل، ومن هنا بدأت مساعيها إلى تصفية العقول المدبرة للبرنامج الإيراني لتعطيل تقدم طهران في هذا المجال.

عملية "نارنيا" العسكرية فجر الـ 13 من يونيو (حزيران) الماضي وخلال الدقائق الأولى من الحرب الإسرائيلية التي استمرت 12 يوماً ضد إيران، استهدفت الأسلحة الإسرائيلية مجمعات سكنية ومنازل في العاصمة الإيرانية.

ومعها بدأت عملية "نارنيا" المدروسة من الاستخبارات الإسرائيلية والتي تستهدف كبار العلماء النوويين في إيران، حيث لقي محمد مهدي طهرانجي، عالم الفيزياء النظرية وخبير المتفجرات الخاضع للعقوبات الأميركية بسبب دوره في أبحاث الأسلحة النووية، مصرعه داخل شقته في الطابق السادس بمجمع سكني مشهور باسم "مجمع الأساتذة" في العاصمة طهران.

وبعد ساعتين فقط لقي فریدون عباسي حتفه، وهو عالم فيزياء نووية ترأس سابقاً منظمة الطاقة الذرية الإيرانية وكان مدرجاً على قوائم العقوبات الأميركية والأممية، في ضربة أخرى وسط العاصمة.

وفي اليوم نفسه والأيام التي تلته، أعلنت إسرائيل أنها اغتالت 11 من كبار العلماء النوويين الإيرانيين.

هز الهجوم الواسع والمتعدد الشرق الأوسط وأطلق تهديدات إيرانية بالانتقام، وأطاح في الوقت الراهن بأي أفق لاتفاق دبلوماسي يقيد أنشطة طهران النووية ويخضعها لرقابة دولية صارمة.

وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية بالتعاون مع برنامج "فرونتلاين" تفاصيل غير مسبوقة عن التخطيط للهجمات وتداعياتها داخل طهران، استناداً إلى مقابلات مع مسؤولين حاليين وسابقين في إسرائيل وإيران والولايات المتحدة، تحدث بعضهم للمرة الأولى شرط عدم الكشف عن هوياتهم نظراً إلى حساسية العمليات والتقييمات الاستخباراتية.

وتصر إيران على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض مدنية لكن أمير طهرانجي، وهو شقيق العالم محمد مهدي قال لبرنامج "فرونتلاين" إنهم "قد يرحلون بقتل هؤلاء الأساتذة لكن معرفتهم لا تضيع من بلدنا".

وليست المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل علماء إيرانيين، فعلى مدى أعوام نُفذت عمليات اغتيال في طهران عبر عبوات مغناطيسية تلصق بسيارات العلماء وسط زحام المدينة، فقد نجا عباسي من محاولة اغتيال عام 2010 فيما قتل محسن فخري زاده، أحد أبرز العقول النووية الإيرانية في كمين خارج العاصمة عام 2020 بواسطة رشاش يدار عن بعد.

لكن ما ميز حملة "يونيو 2025" هو خروج الدور الإسرائيلي إلى العلن مدفوعاً بثقة متزايدة بعد ضرب وكلاء إيران في غزة ولبنان وسوريا، وقال جنرال في سلاح الجو الإسرائيلي شارك في التخطيط "أخيراً سنحت لنا فرصة عملياتية لتنفيذ ذلك".

وفي السياق يرى المحلل الجيوسياسي الهندي غلريز شيخ أن استهداف إسرائيل لعلماء إيران النوويين يمثل تحولاً نوعياً في قواعد الاشتباك يهدف إلى "قطع رأس البرنامج النووي" عبر ضرب رأسماله البشري لا الاكتفاء باستهداف المنشآت، مشبّهاً هذا النهج بمحاولات الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية تحييد علماء المشاريع العسكرية الألمانية، إلا أن تنفيذه بصورة علنية وعلى نطاق واسع يرفع مستوى التصعيد إلى حد غير مسبوق.

ويضيف شيخ في حديثه إلى "اندبندنت عربية" أن إسرائيل باتت تتعامل مع العقول العلمية الإيرانية بوصفها خطراً يعادل المنشآت النووية نفسها، في تجاوز للأعراف الدولية التي تحمي المدنيين.

ويرى أن اغتيال شخصيات قيادية قد يُحدث تباطؤاً موقتاً في البرنامج النووي الإيراني، لكنه يحذر من المبالغة في تقدير الأثر مؤكداً أن طهران تمتلك قاعدة علمية واسعة تمكنها من تعويض الخسائر واستعادة الزخم مع مرور الوقت، مما يجعل هذه الاغتيالات رسالة ردع بقدر ما هي أداة تعطيل.

قائمة أهم العلماء النوويين في إيران في إطار الاستعداد لـ "عملية نارنيا" أعد محللو الاستخبارات الإسرائيلية قائمة تضم 100 من أهم العلماء النوويين في إيران جرى تقليصها إلى نحو 12 هدفاً، وأعدت ملفات تفصيلية عن عمل كل منهم وتحركاتهم ومكان إقامتهم اعتماداً على عقود من العمل الاستخباراتي.

لكن العملية لم تكن بلا أخطاء إذ تمكنت "واشنطن بوست" بالتعاون مع "منصة بيلينغكات" الاستقصائية من التحقق بصورة مستقلة من مقتل 71 مدنياً خلال خمس ضربات استهدفت علماء نوويين، بالاعتماد على صور أقمار اصطناعية وتحديد مواقع بالفيديو وإعلانات وفاة وسجلات مقابر وتغطية جنائز في الإعلام الإيراني.

وذكرت الصحيفة والمنصة أن 10 مدنيين بينهم رضيع يبلغ من العمر شهرين قتلوا خلال الضربة التي استهدفت "مجمع الأساتذة" في حي "سعادت آباد" بطهران، وتشير شهادات العيان وبعض الفيديوهات وصور الانفجار والأضرار الهيكلية الناجمة عنه إلى أن الضربة كانت تعادل في قوتها قنبلة تزن نحو 500 رطل.

واستهدفت إسرائيل عالماً آخر هو محمد رضا صديقي صابر داخل منزله في طهران خلال الموجة الأولى من الضربات، لكن صديقي لم يكن موجوداً آنذاك فأدت الغارة قتل ابنه البالغ من العمر 17 سنة.

وفي اليوم الأخير من الحرب، أي الـ 24 من يونيو الماضي، قتل صابر الأب داخل منزل أحد أقاربه على بعد نحو 200 ميل من العاصمة في مدينة آستانة أشرفية بمحافظة جيلان.

وأفاد أحد سكان المنطقة "واشنطن بوست"، شرط عدم كشف هويته، بأن "صابر كان قد عاد لمنزل عائلته لحضور مراسم عزاء ابنه وقُتل هناك مع أقارب آخرين"، وقد تحققت الصحيفة الأميركية من مقتل 15 مدنياً خلال الضربة بينهم أربعة قُصر، حيث سُوي منزلان بالأرض مخلفين حفرتين عميقتين في مكانهما.

من جانبهم ذكر مسؤولون أمنيون إسرائيليون أنهم بذلوا قصارى جهدهم للحد من الخسائر البشرية، وصرح ضابط رفيع في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قائلاً "كان تقليص الأضرار الجانبية قدر الإمكان أحد الاعتبارات الرئيسة عند التخطيط لعملية نارنيا".

وفي المقابل قال مسؤول في الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن الضربات الإيرانية أصابت مدارس ومستشفيات ومواقع مدنية أخرى مما أسفر.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 8 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 10 ساعات
منذ 11 ساعة
قناة العربية منذ 10 ساعات
قناة العربية منذ 23 ساعة
قناة العربية منذ 21 ساعة
قناة العربية منذ ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 22 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ ساعتين
قناة العربية منذ 19 دقيقة
سي ان ان بالعربية منذ 8 ساعات