«The traveler sees what he sees; the tourist sees what he has come to see»... المقولة أعلاه للأديب الشهير والفيلسوف الإنكليزي ج. ك. تشيسترتون، وهي ليست مجرَّد تمييزٍ لغوي بين كلمتَي «المسافر» و«السائح»، بل هي توصيف عميق لطريقتين مختلفتين في إدراك العالم وخوض تجربة السفر. فهي تضعنا أمام سؤالٍ جوهري: هل نسافر لاكتشاف المكان كما هو، أم لاستهلاك الصورة التي رسمناها عنه مسبقاً؟
يرى تشيسترتون أن المسافر يدخل المكان بذهنٍ مفتوح، من دون أن يُقيِّد نفسه بتوقعات جاهزة. فهو يُلاحظ التفاصيل الصغيرة، ويتفاعل مع الناس، ويعيش إيقاع الحياة اليومية، فيرى الواقع كما هو، لا كما يُعرض له. أما السائح، فيسافر غالباً وهو محمَّل بصورةٍ ذهنية مسبقة، صنعتها الإعلانات السياحية وبرامج الرحلات ووسائل التواصل الاجتماعي، فيبحث عمَّا جاء ليراه فقط، متجاهلاً ما عداه.
من منظور علم النفس الإدراكي، تعكس هذه الفكرة ما يُعرف بـ «التحيُّز التأكيدي»، حيث يميل الإنسان إلى رؤية ما يؤكد توقعاته السابقة. فالسائح، في كثيرٍ من الأحيان، لا يختبر المكان بقدر ما يسعى إلى مطابقة تجربته مع الصورة المخزَّنة في ذهنه، فيما يسمح المسافر لتجربته أن تُعيد تشكيل فهمه للمكان والثقافة.
وفي السياق السياحي المُعاصر، تحوَّلت السياحة إلى صناعةٍ عالمية ضخمة تُسوَّق فيها المُدن والدول كمنتجات جاهزة. تُحدَّد المعالم مُسبقاً، وتُختصر التجربة في مسارات سريعة وصورٍ تذكارية. هنا، تُصبح الرحلة أقرب إلى مشاهدة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الجريدة
