قبل أسابيع قليلة من اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، يواجه مكتب نتانياهو فراغا سياسيا وأمنيا لافتاً عقب خروج وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر من دائرة القرار، وهو الغياب الذي بدأ يترك تداعيات واضحة على ملفات حساسة تمتد من غزة ولبنان إلى سوريا وإيران، بحسب القناة "12" الإسرائيلية.ديرمر، الذي شكّل على مدى أكثر من عقد الذراع السياسية والدبلوماسية الأهم لنتانياهو في واشنطن، كان حلقة الوصل الأساسية مع الإدارات الأميركية المتعاقبة، و"العقل" الذي أدار أخطر الملفات بعيداً عن مؤسسات الدولة الإسرائيلية. حالة ارتباكومع رحيله، يتحدث مسؤولون إسرائيليون وأميركيون عن حالة ارتباك وعدم يقين في إدارة العلاقة مع البيت الأبيض، في توقيت بالغ الحساسية.الفراغ بدا أكثر وضوحاً مع الاستعدادات للقاء نتانياهو وترامب، إذ لم يعد هناك شخصية تحضّر اللقاءات أو تدير القنوات الخلفية كما كان يفعل ديرمر، ما دفع مبعوثي ترامب إلى التواصل المباشر والمتكرر مع نتانياهو نفسه.على صعيد الملفات الإقليمية، أدى غياب ديرمر إلى تجميد المفاوضات مع سوريا، بعدما أُلغيت جولة محادثات كانت مقررة في روما، وترافق ذلك مع تصعيد في الموقف الإسرائيلي نتيجة تزايد نفوذ تيار أكثر تشددا داخل الحكومة. وفي لبنان، جرى نقل الملف إلى قنوات دبلوماسية وأمنية أقل ثقلا، وسط مفاوضات مباشرة مرتقبة مع بيروت.أما في غزة، فعيّن نتانياهو رجل أعمال لتمثيله في متابعة تنفيذ اتفاق وقف الحرب، لكن مصادر إسرائيلية تقرّ بأن البديل يفتقر إلى الخبرة والنفوذ اللذين كان يتمتع بهما ديرمر، خصوصاً داخل الإدارة الأميركية.وفي الملف الإيراني، الذي كان ديرمر أحد أعمدته الأساسية، بات نتانياهو يعتمد على قيادات أمنية مؤقتة، وسط بحثه عن مستشار جديد للأمن القومي يتمتع بخبرة عميقة في هذا الملف الشائك.(ترجمات)۔

هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد