4 مايو / تقرير: مريم بارحمة
في المراحل المفصلية من تاريخ الشعوب، لا تكون الأخطار الكبرى ناتجة فقط عن الهزائم أو الضغوط الخارجية، بل كثيرًا ما تنبع من التراجع عن مكتسبات تحققت بدماء وتضحيات جسيمة. وفي قضية شعب الجنوب، تبرز مسألة التراجع عن الخطوات التي أقدم عليها المجلس الانتقالي الجنوبي كأحد أخطر السيناريوهات التي قد تهدد جوهر قضية الجنوب ومستقبلها السياسي.
-تقويض جوهر استعادة القرار الجنوبي
شكّلت خطوات المجلس الانتقالي، منذ تأسيسه، ترجمة عملية لاستعادة القرار الجنوبي بعد عقود من المصادرة والتهميش والإقصاء. وأي تراجع عن هذه الخطوات لا يُفهم بوصفه مناورة سياسية، بل يُفسَّر باعتباره تفريطًا بالقرار الجنوبي المستقل وعودة غير مباشرة إلى دائرة الوصاية.
إن فقدان القرار المستقل يعني إعادة الجنوب إلى موقع التابع لا الشريك، إضعاف قدرة الجنوبيين على فرض أولوياتهم. وفتح الباب أمام فرض حلول لا تعكس إرادة الشارع الجنوبي.
-إرباك الشارع الجنوبي وفقدان الثقة
يمتلك المجلس الانتقالي رصيدًا شعبيًا واسعًا بُني على أساس الوضوح في الهدف والثبات في الموقف. والتراجع عن خطوات استراتيجية سيؤدي إلى: اهتزاز ثقة الشارع الجنوبي بالقيادة السياسية، خلق حالة من الإحباط والارتباك الشعبي، فتح المجال أمام الأصوات المشككة والمناوئة لاستغلال الفراغ النفسي والسياسي.
وفي القضايا الوطنية المصيرية، فإن فقدان الثقة أخطر من فقدان الأرض، لأنه يصيب الوعي الجمعي ويُضعف مناعة المجتمع.
-منح الخصوم أوراق ضغط مجانية
التراجع لا يُقرأ في السياسة كحسن نية، بل كعلامة ضعف. وهو ما يمنح القوى المعادية لقضية الجنوب: فرصة لإعادة طرح مشاريع الهيمنة بصيغ جديدة، وأوراق تفاوض إضافية لفرض تسويات مجحفة، وقدرة أكبر على ابتزاز الجنوب سياسيًا وإعلاميًا. لقد أثبتت التجارب أن خصوم الجنوب لا يتوقفون عند حدود التنازلات، بل يفسرونها كنقطة بداية لمطالب أكبر.
-تهديد مسار تقرير المصير
ارتبط مسار تقرير المصير ارتباطًا عضويًا بخطوات سياسية واضحة أقدم عليها المجلس الانتقالي، سواء على مستوى التمثيل السياسي أو الحضور الميداني أو الخطاب الدولي. وأي تراجع عن هذه الخطوات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة 4 مايو
