تتصدر عبارة توقعات سعر الدولار الأيام القادمة اهتمامات المستثمرين مع اقتراب نهاية 2025، بعد خفض الفيدرالي الأميركي الفائدة إلى نطاق 3.50% و3.75% وتزايد الحديث عن دورة تيسير ممتدة في 2026. هذه التحولات وضعت العملة الأميركية تحت ضغط واضح، لكنها في الوقت نفسه فتحت نقاشًا أوسع حول شكل الدولار في عالم يتجه إلى نمو أبطأ وفوائد أقل.توقعات سعر الدولار الأيام القادمة في ضوء قرار الفيدرالي الأخيرقرار الفيدرالي خفض الفائدة للمرة الثالثة خلال 2025 كان نقطة تحول مهمة بشأنتوقعات سعر الدولار الأيام القادمة.بدأ التضخم يقترب تدريجيًا من المستهدف، وفقد سوق العمل جزءًا من زخمه، ما يبرر تخفيف القيود النقدية. وكانت النتيجة المباشرة تراجعًا في قوة الدولار أمام أغلب العملات الرئيسية، مع انتقال السوق من سؤال "متى يتوقف الفيدرالي عن الرفع" إلى سؤال "كم خفضًا إضافيًا يمكن أن نرى في 2026".ويجعل هذا التحولتوقعات سعر الدولار الأيام القادمة، مرتبطة ليس فقط بمستوى الفائدة الحالي، بل أيضًا بشكل المسار المستقبلي الذي سيرسمه الفيدرالي في بياناته وتصريحاته، ومدى التزامه بهدف تضخم قرب 2% مع عدم دفع الاقتصاد إلى ركود حاد.مؤشر الدولار بين ضغوط التيسير الأميركي وتشدد بنوك مركزية أخرىتأثير الفيدرالي على الدولار لا يتحرك في فراغ، بل يتقاطع مع قرارات بنوك مركزية أخرى. فالبنك المركزي الأوروبي يميل إلى التثبيت الحذر، بينما خفض بنك إنجلترا الفائدة هو الآخر لكن مع نبرة أكثر تحفظًا، في حين بدأ بنك اليابان لأول مرة منذ عقود في رفع تدريجي للفائدة، إذ أن قوة أو ضعف الدولار تُقاس دائمًا نسبيًا، أمام اليورو والإسترليني والين وغيرها.وفي الأيام الأخيرة، تحرك مؤشر الدولار حول منطقة 98 إلى 99 نقطة، مع تراجع ملحوظ على أساس سنوي، لكنه ما زال بعيدًا عن مستويات الضعف الشديد، ما يعكس توازنًا دقيقًا بين ضغوط التيسير الأميركي وبين حقيقة أن بقية العالم لا يتحرك جميعه في اتجاه واحد، إذ ما زالت بعض البنوك تتعامل بحذر مع التضخم ومخاطر النمو.الدولار والسلع الأساسية النفط والذهبمن الزوايا الجديدة لقراءة توقعات سعر الدولار الأيام القادمة النظر إلى تأثيره على أسعار السلع، وفي مقدمتها النفط والذهب. ضعف الدولار عادة يدعم أسعار السلع المقومة بالعملة الأميركية، لأنه يجعلها أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى.وبالفعل استفادت أسعار الذهب والنفط من تراجع الدولار بعد قرار الفيدرالي الأخير، وإن ظل كل منهما يتحرك وفق عوامل خاصة أيضًا تتعلق بالعرض والطلب الجيوسياسي.في المدى القصير، أي تراجع إضافي في مؤشر الدولار قد يمنح أسعار الذهب والنفط دعمًا إضافيًا، لكنه في الوقت نفسه يزيد حساسية الأسواق لأي انعكاس في مسار العملة إذا تغيرت نبرة الفيدرالي أو جاءت بيانات التضخم قوية على غير المتوقع.كيف تتعامل بنوك الاستثمار مع تحركات الدولار؟تقارير بنوك الاستثمار العالمية، ترسم صورة تميل إلى سيناريو "دولار أضعف لكن ليس منهارًا"، كثير من بيوت الأبحاث تتوقع انخفاضًا تدريجيًا في قوة العملة الأميركية، مع تضييق فروق الفائدة بينها وبين عملات رئيسية أخرى، لكنها في الوقت نفسه تحذر من المبالغة في الرهان على ضعف حاد وسريع.بعض التقارير الاستراتيجية، تشير إلى أن السوق ربما يبالغ في تسعير عدد التخفيضات المتوقعة من الفيدرالي خلال 2026، وأن أي تصحيح في هذه التوقعات يمكن أن يدعم الدولار مؤقتًا. لذلك تؤكد هذه التقارير أن إدارة مراكز العملات يجب أن تبنى على سيناريوهات متعددة، لا على فرضية واحدة عن اتجاه العملة الأميركية.(المشهد)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
