أبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الأخير، بالتزامن مع رفع بعض توقعاته للنمو والتضخم، وهو ما فسّرته الأسواق على أنه نهاية محتملة لدورة التيسير النقدي. غير أن عدداً من صناع السياسات النقدية شددوا على أن هذه القراءة قد تكون متسرعة.
حذّر مسؤولون من فرنسا وهولندا وإسبانيا والنمسا وفنلندا من القفز إلى استنتاجات نهائية، مؤكدين أن المخاطر المحيطة بالتوقعات الاقتصادية «كبيرة وغير معتادة»، سواء على صعيد النمو أو التضخم. مساران محتملان للسياسة النقدية أوضح وزير الاقتصاد النمساوي مارتن كوخر أن الوضع الاقتصادي لا يسمح بالاطمئنان.
وأشار إلى أن القرار المقبل قد تكون خفضاً للفائدة إذا دعت الحاجة، أو حتى رفعاً جديداً إذا تبدلت الظروف.
كرر هذا التوازن في التقدير أيضاً محافظ البنك المركزي الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، الذي أكد أن جميع الخيارات لا تزال مفتوحة.
أوضحت مصادر مطلعة على مداولات البنك المركزي الأوروبي أن صناع القرار مرتاحون لتسعير الأسواق لاحتمال تثبيت الفائدة في 2026، لكنهم يرفضون إرسال أي إشارة توحي بأن التيسير النقدي بات خارج الحسابات، نقلاً عن رويترز. تضخم قريب من الهدف.. لكن المخاطر قائمة يرى مسؤولو البنك أن مخاطر النمو والتضخم متوازنة في الاتجاهين، لكنها كبيرة وقابلة للتغير السريع بفعل التطورات الجيوسياسية. فالتضخم في منطقة اليورو بات قريباً جداً من مستوى 2%، وهو ما وصفه أحد المسؤولين بأنه الوضع المثالي لأي بنك مركزي، لكن هذا لا يعني زوال المخاطر.
تبنى محافظ البنك المركزي الفرنسي، فرانسوا فيليروي دو غالو، نبرة أكثر ميلاً للتيسير، داعياً إلى أقصى قدر من المرونة، ومشيراً إلى أن مخاطر التضخم تميل حالياً إلى الجانب النزولي، ما يستدعي الجاهزية للتحرك في أي من الاجتماعات المقبلة. لماذا هذا الحذر الآن؟ كان البنك المركزي الأوروبي قد رفع توقعاته لتضخم 2026 مدفوعاً بتسارع نمو الأجور وأسعار الخدمات، لكنه لا يزال يتوقع أن يقل التضخم الإجمالي عن مستهدفه خلال العامين المقبلين. ورغم أن انخفاض التضخم عادة ما يبرر خفض الفائدة، فإن جزءاً كبيراً من هذا التراجع يعود إلى عوامل مؤقتة مرتبطة بالطاقة.
في المقابل، واصلت أسعار الطاقة الانخفاض بعد تاريخ إعداد التوقعات، ما يثير مخاوف من تراجع توقعات التضخم على المدى المتوسط، خاصة إذا استمرت القراءات الشهرية الضعيفة. حذر محافظ البنك المركزي الفنلندي أولي رين من أن التوترات الجيوسياسية والحرب التجارية العالمية قد تحمل مفاجآت سلبية لمنطقة اليورو، مؤكداً أن حالة عدم اليقين المحيطة بالتضخم أصبحت أعلى من المعتاد.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
