للوهلة الأولى قد يبدو أنّ عبارة "وظائف وهمية" أو "وظائف شبحية" تنتمي لعالم الهالوين، غير أنها في واقع الأمر تشير إلى ممارسة يقوم بها أصحاب الأعمال حين يعلنون عن وظائف شاغرة لا وجود لها من الأساس.
وفي بعض الحالات تكون الوظائف المعلَن عنها قد شُغلتْ بالفعل، لكنْ في حالات أخرى لا يكون هناك وجود أصلاً لهذه الوظائف.
إذ كشفت دراسة أجريت في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، عن أنّ ما يناهز 22 في المئة من الوظائف المعلَن عنها عبر الإنترنت خلال العام الماضي، جرى الإعلان عنها من دون نية حقيقية للتوظيف.
ورفعتْ دراسة منفصلة أجريت في المملكة المتحدة هذه النسبة إلى 34 في المئة.
فيما تشير بيانات حديثة صادرة عن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي إلى أنه من بين 7.2 مليون وظيفة جرى الإعلان عنها حتى أغسطس/آب الماضي، لم يتم شَغْل سوى 5.1 مليون وظيفة منها.
فلماذا إذن تعلن الشركات عن وظائف وهمية، وكيف تعالج السلطات المعنيّة هذه المشكلة؟
من الولايات المتحدة، يبحث إريك طومسون عن وظيفة في مجال التقنية، وقد أحاطت تجربتُه الساسة في واشنطن العاصمة بالمزيد من المعلومات في ما يتعلق بمشكلة الوظائف الوهمية.
ويقول طومسون، الذي يمتلك خبرة تزيد على 20 عاماً في قطاع التقنية، إنه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أُخطِر من جانب الشركة التي كان يعمل بها أنهم بصدد الاستغناء عن خدماته.
ليقضي الشهرين التاليين في محاولات فاشلة للبحث عن وظيفة؛ وبالفعل تقدّم طومسون لمئات الفُرص، على حدّ قوله.
يقول طومسون: "بحثتُ في كل مكان تحت الشمس، تقدّمت لوظائف في مستوى خبرتي وأخرى دون هذا المستوى أو أعلى منه".
لكن ما اتضح لطومسون هو أن عدداً من الوظائف المعلَن عنها لا وجود لها من الأساس.
واهتدى طومسون إلى المطالبة بتشريع يحظر على الشركات في الولايات المتحدة الإعلان عن وظائف وهمية.
وبالفعل تمكّن طومسون من التواصل مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي ليتوصّلوا إلى صيغة للتشريع المقترَح، أطلقوا عليه اسم: "الحقيقة في قانون الإعلان عن الوظائف والمساءلة".
ويدعو هذا التشريع المقترَح إلى وضع تواريخ انتهاء للإعلانات عن الوظائف، وتقديم سجلات توظيف قابلة للتدقيق، فضلاً عن توقيع عقوبات على أصحاب الأعمال الذين يعلنون عن وظائف بشكل مضلّل أو عن وظائف لا وجود لها من الأساس.
ويأمل طومسون أن يحظى مثل هذا التشريع برعاية ودعم عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي.
كما شرع طومسون في جمع التوقيعات على عريضة؛ وبالفعل استطاع تجميع أكثر من 50 ألف توقيع.
وإلى جانب التوقيعات، يقول طومسون إنه يتلقى رسائل من أشخاص يشرحون له فيها كيف تضرروا من الإعلانات عن وظائف وهمية سواء على صعيد ثقتهم بأنفسهم أو على صعيد صحتهم النفسية في ما يصفه طومسون بأنه "شيء مُخزٍ".
ويشهد المجلس التشريعي في كل من نيوجيرسي وكاليفورنيا مساعي لحظر الإعلان عن وظائف وهمية.
وفي كندا، تضطلع مقاطعة أونتاريو بالريادة على هذا الطريق؛ فمنذ الأول من يناير/كانون الثاني المقبل سيتعيّن على الشركات الإخطار بما إذا كانت الوظائف المعلَن عنها قد شُغلتْ بالفعل.
كما أخذتْ أونتاريو تخطو خطوات على صعيد معالجة قضية الإعلان عن وظائف وهمية، وكذلك في ما يتعلق بعدم ردّ الشركات على المتقدمين للوظائف.
وسيتعيّن على الشركات التي يزيد عدد الموظفين فيها على 25 شخصاً، في نطاق مقاطعة أونتاريو، أنْ تردّ على مَن تقدموا للوظائف في غضون 45 يوماً من إجراء المقابلات معهم.
لكن هذه الشركات لن تكون مضطرة مع ذلك.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الأنباء الكويتية


