حديث الصورة الرئيس الزُبيدي: إجراءات حضرموت والمهرة لتأمين الجنوب والوجهة نحو صنعاء.. انفوجرافيك
الرئيس الزُبيدي يؤكد أهمية البيانات الإحصائية في بناء الدولة وصناعة القرار.. انفوجرافيك
الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يطّلع على جهود تطبيع الأوضاع وتثبيت دعائم الاستقرار بالمهرة وسقطرى
المزيد
مقالات رأي المزيد
الجنوب العربي وقضية تقرير المصير: عدالة مؤجلة تطرق أبواب العالم
اخبار وتقارير 4مايو/تقرير خاص-محمد الزبيري
لم تعد قضية شعب الجنوب العربي محصورة في حدود الجغرافيا المحلية أو أسيرة سجالات السياسة الداخلية، بل تحولت اليوم إلى قضية سياسية وقانونية وإنسانية عابرة للحدود، تتقدم بثبات نحو الساحة الدولية بوصفها قضية شعب حُرم من دولته، لا نزاع سلطة ولا خلاف نخبوي عابر.
فمع اتساع رقعة الحراك الجنوبي السلمي في الداخل والخارج، ومع تصاعد الوعي الدولي بأهمية الاستقرار في البحر العربي وخليج عدن وباب المندب، بات صوت الجنوب العربي أكثر وضوحًا وتأثيرًا، مستندًا إلى إرادة شعبية جامعة، وتاريخ دولة معترف بها، وحق مكفول في تقرير المصير.
في هذا السياق، تأتي التحركات الجماهيرية الواسعة التي يشهدها الداخل الجنوبي، بالتوازي مع مسيرات ومظاهرات سلمية في نيويورك وعدد من العواصم الأوروبية، لتؤكد أن الجنوب العربي لا يطالب بالمستحيل، بل بحقه الطبيعي في استعادة دولته المستقلة كاملة السيادة، باعتبارها الحل المستدام للأزمة، وضمانة الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
هذا التحول الذي شهدته القضية الجنوبية خلال السنوات الأخيرة لم يكن نتاج عمل سياسي تقليدي فحسب، بل ثمرة وعي جمعي تشكّل تحت ضغط المعاناة وتجارب الفشل المتكررة لكل الحلول المفروضة.
هذا الوعي دفع الجنوبيين إلى إعادة تعريف قضيتهم أمام العالم، لا بوصفها صراع نفوذ، بل باعتبارها قضية تحرر وطني تستند إلى مظلومية موثقة، وتاريخ سياسي واضح، وإرادة شعبية صلبة لا تقبل الالتفاف أو المساومة.
لقد أصبح الجنوب اليوم يخاطب المجتمع الدولي من موقع الشريك المسؤول، لا من موقع الضحية الصامتة.
*من قضية محلية إلى مسألة عالمية عادلة*
نجح شعب الجنوب العربي، عبر نضاله السلمي والمنظم، وكفاحه المسلح في نقل قضيته من إطارها المحلي الضيق إلى فضاء دولي أوسع، تُطرح فيه اليوم بوصفها قضية حق وعدالة، لا قضية صراع سياسي مؤقت.
هذا التحول لم يكن وليد لحظة عاطفية أو رد فعل ظرفي، بل نتيجة تراكم تاريخي طويل من الإقصاء والتمييز والعنف المنهجي الذي طال أبناء الجنوب منذ إسقاط دولتهم وفرض وحدة قسرية لم تُبنَ على أسس عادلة أو شراكة حقيقية.
لقد أدرك الجنوبيون مبكرًا أن مخاطبة العالم بلغة الحقوق والقانون الدولي، وبالاستناد إلى مبادئ تقرير المصير المعترف بها أمميًا، هي الطريق الأكثر فاعلية لكسب التعاطف السياسي والإنساني، وبناء قناعة دولية بأن ما يجري في الجنوب ليس تمردًا أو نزعة انفصالية طارئة، بل حراك شعبي شامل لشعب حُرم من دولته ويسعى لتصحيح مسار تاريخي مختل.
كما ساهمت التحولات الدولية في تعزيز حضور القضية الجنوبية، في ظل تزايد اهتمام القوى الكبرى باستقرار الممرات البحرية ومكافحة الإرهاب العابر للحدود. ومع تراجع قدرة الدولة اليمنية السابقة على القيام بوظائفها السيادية، بات من الواضح أن تجاهل المطالب الجنوبية لم يعد خيارًا واقعيًا، وأن المجتمع الدولي بات مطالبًا بالتعامل مع جذور الأزمة بدل الاكتفاء بإدارة نتائجها.
*السردية القانونية الجنوب قضية حق لا أزمة سلطة*
في صلب الخطاب الجنوبي المعاصر، تبرز السردية القانونية بوصفها الركيزة الأساسية التي يستند إليها مطلب الاستقلال. فالجنوب العربي كان دولة معترفًا بها دوليًا وعضوًا في الأمم المتحدة قبل أن يُدمج قسرًا في كيان سياسي فشل في تحقيق العدالة والمساواة.
من هنا، فإن استعادة دولة الجنوب لا تعني انفصالًا بالمعنى السلبي، بل تصحيحًا لمسار تاريخي خاطئ وإعادة الأمور إلى نصابها القانوني والسياسي.
كما أن السردية تُفند محاولات تصوير القضية الجنوبية كأزمة سلطة أو صراع نخب، وتؤكد أنها قضية شعب وأرض وهوية، وأن أي مسار سياسي يتجاوز هذه الحقيقة محكوم عليه بالفشل.
يعزز الخطاب القانوني الجنوبي استناده إلى مواثيق الأمم المتحدة، ولا سيما المبادئ التي تكفل حق الشعوب في تقرير مصيرها، وبطلان أي وحدة تُفرض بالقوة، وهو ما يجعل تجاهل الحق الجنوبي إخلالًا بقواعد العدالة الدولية وليس مجرد خلاف سياسي.
*الإرادة الشعبية حراك شامل لا مناورة نخبوية*
ما يميز القضية الجنوبية اليوم هو وضوح الإرادة الشعبية واتساع نطاقها داخليًا وخارجيًا. فالتحركات الجماهيرية في عدن وبقية محافظات الجنوب العربي، والحشود المرتقبة في محافظة المهرة، تعكس إجماعًا مجتمعيًا عابرًا للمناطق والانتماءات، يؤكد أن مطلب استعادة الدولة ليس حكرًا على فئة أو حزب، بل تعبير صادق عن تطلعات شعب بأكمله كما يتعزز هذا المشهد بتفويض نقابات المجتمع المدني، والقطاعين العام والخاص، والقبائل، للمجلس الانتقالي الجنوبي بوصفه حاملًا سياسيًا للإرادة الشعبية.
إن استمرارية هذا الحراك لسنوات طويلة، رغم الضغوط والتحديات، تشكل دليلًا قاطعًا على أصالة المطلب الجنوبي، وتؤكد أن هذه الإرادة ليست ظرفية ولا قابلة للاحتواء أو الإلغاء.
*الوجه الإنساني للقضية معاناة شعب وصمود أجيال*
وراء الخطاب السياسي والسردية القانونية، تقف قصة إنسانية عميقة لشعب عانى من الإقصاء والتهميش وتدمير المؤسسات ونهب الثروات.
أجيال كاملة كبرت على الحرمان، لكنها لم تفقد إيمانها بحقها في وطن ودولة وكرامة.
هذه المعاناة تمثل جوهر القوة الأخلاقية للقضية الجنوبية، وتمنحها بعدًا إنسانيًا يتجاوز الحسابات السياسية الضيقة.
فالمأساة الجنوبية لم تكن حدثًا عابرًا، بل مسارًا طويلًا من المعاناة اليومية التي طالت الإنسان في معيشته وكرامته ومستقبله. من تدهور الخدمات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة 4 مايو





