بغداد / عراق أوبزيرفر
تعود أوضاع المكون الإيزيدي في العراق إلى واجهة الاهتمام مجدداً، بالتزامن مع حلول عيد صيام أبناء الديانة الإيزيدية، في وقت ما تزال فيه الجراح المفتوحة منذ اجتياح تنظيم داعش لقضاء سنجار عام 2014 بلا إغلاق نهائي، وسط ملفات إنسانية وأمنية وسياسية عالقة.
ورغم مرور أكثر من عشر سنوات على الإبادة الجماعية التي تعرض لها الإيزيديون، فإن سنجار لا تزال تعيش واقعاً هشاً، يتداخل فيه الانقسام الأمني مع التعقيدات السياسية، ويُبقي عشرات الآلاف من أبنائها في مخيمات النزوح داخل إقليم كوردستان، أو في بلدان اللجوء خارج العراق.
وتشير بيانات رسمية إلى أن تنظيم داعش ارتكب مجازر أودت بحياة أكثر من 10 آلاف إيزيدي، فيما تم توثيق أكثر من 60 مقبرة جماعية، وتدمير نحو 70 مزاراً دينياً، كما وقع 6417 شخصاً في قبضة التنظيم، جرى تحرير 3554 منهم، بينهم نساء وأطفال، بينما لا يزال مصير الآلاف مجهولاً حتى اليوم.
وأدت الإبادة إلى نزوح أكثر من 200 ألف إيزيدي من سنجار، إضافة إلى هجرة نحو 160 ألفاً إلى خارج البلاد، فيما تعرض القضاء لدمار شبه كامل طال البنى التحتية والمساكن والمرافق الخدمية.
وبينما تعلن الحكومات المتعاقبة التزامها بإنصاف الإيزيديين، لا يزال اتفاق سنجار الموقع بين بغداد وأربيل في 9 تشرين الأول 2020، معطلاً من حيث التطبيق الفعلي، إذ نص الاتفاق على إدارة القضاء إدارياً وأمنياً وخدمياً بشكل مشترك، وإنهاء مظاهر السلاح غير الرسمي، وتهيئة الظروف لعودة النازحين، إلا أن الخلافات السياسية حالت دون تنفيذه حتى الآن.
ملف المختطفين
وفي هذا السياق، قال النائب السابق عن المكون الإيزيدي صائب خدر لـ عراق أوبزيرفر إن ملف المختطفين يمثل أحد أعقد ملفات القضية الإيزيدية بعد داعش، لوجود عدد كبير من المختطفات والمخطوفين الذين ما زال مصيرهم مجهولاً .
وأضاف أن قانون الناجيات الإيزيديات تضمّن في المادة (5/سابعاً) نصاً يلزم الجهات المختصة بالبحث عن المختطفات، وهو تطور مهم مقارنة بالفترة السابقة التي كانت تعتمد على لجان غير ملزمة ، مبيناً أن اللجنة الحكومية المشكلة أسهمت في جهود جيدة لتحرير عدد من المختطفات، وما زالت مستمرة بالعمل .
ومع حلول عيد صيام الإيزيديين، صدرت مواقف رسمية أعادت التأكيد على الالتزام السياسي بحقوق هذا المكون، إذ جدّد رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني تعهده بمواصلة الجهود الرامية إلى تطبيع الأوضاع في سنجار، وضمان عودة النازحين، وحماية حقوق الإيزيديين.
كما أكد رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، في تهنئة بالمناسبة، عمق الجذور التاريخية والثقافية للمكون الإيزيدي، مشدداً على أهمية إنصاف ضحاياه، واستذكار صمودهم في مواجهة الإرهاب.
وبين وعود رسمية متجددة وواقع لم يتغير كثيراً، يبقى ملف الإيزيديين واحداً من أكثر الملفات الإنسانية حساسية في العراق، مرتبطاً بقدرة الدولة على فرض الاستقرار، وتنفيذ الاتفاقات، وتحقيق العدالة لضحايا واحدة من أبشع الجرائم في تاريخ البلاد الحديث.
هذا المحتوى مقدم من عراق أوبزيرڤر
