على مساحة تتخطى الـ60 ألف هكتار، تمتد مزارع الذرة الرفيعة في جازان، لتنتقل منها لاحقا إلى موائد نصف مليون بيت سعودي، حيث تنتج هذه المزارع أكثر من 55 ألف طن من الحبوب سنويًّا، تؤكد أن جازان سلة غذاء وطنية تُطعم ملايين الأفواه.
وتتزين تلك المزارع قبيل نضج محصولها بلون أخضر مائل إلى الصفرة، وهو يجنى قبل اكتمال النضج لأن هذه المرحلة تحدد مدى طراوة وجودة الحبوب التي تتحول لاحقا إلى وجبة "الخضير" التقليدية، والتي تعرفها معظم المنازل.
وتستفيد مزارع جازان من المناخ الحار والرطب، وهو البيئة المناسبة لنمو الذرة الرفيعة البيضاء والحمراء.
أربعة مواسم
يوضح المزارع محمد بن عواجي علي المدخلي أن مواسم الذرة في جازان تتوزع وفق الأبراج القمرية على مدار العام، وذلك في دورة سنوية لا تخطئ.
حيث يبدأ الموسم الأول، المعروف بـ«الخريف»، في 23 أغسطس مع دخول الشمس برج السنبلة، ويستمر حتى 19 سبتمبر (28 يومًا)، ثم يأتي موسم «المخرط» من 6 أكتوبر إلى 10 نوفمبر، ثم موسم «السعودات» أقصر المواسم وأبردها من 31 ديسمبر إلى 27 يناير (24 يومًا)، وأخيرًا موسم «المقدم» من 28 يناير إلى 22 فبراير، مشيرًا إلى أن أشهر أنواع الذرة في جازان هي: الزيدية البيضاء، والحمرية الحمراء، والشاحبي الشهلاء.
رحلة السنبلة
نوّه المدخلي إلى أن رحلة الذرة تسير عبر مراحل يعرفها كل مزارع في جازان بأسمائها المحلية المتوارثة: بعد خمسة أيام تقريبًا تظهر «الثماير» بشكل الشوك، ثم تأتي «الغَشْوَة» فتخضر الأرض وتغطي آثار المحراث، وبعد شهر تقريبًا «يُقاصِب» الزرع وتشتد ساقه، فإذا زاد ارتفاعه على المتر صار «جَضّامًا»، ثم «يُرَصِّف» عند اكتمال القصبة، و«يَلوي» بظهور آخر ورقة ملتوية، ثم يدخل مرحلة «القَرْن» وتتكون السنبلة داخله، وبعدها «يناطق» أو «يَمُجّ العذق» بخروج السنبلة تدريجيًا فيُلقَّح «يُجَلْجِل بالصَّفو»، ثم يدخل «الخَريط» وتتكون الحبة الرطبة، ويبدأ الأهالي «الشويط» ثم الخضير؛ فيشوون السنابل الخضراء أو يطحنوها ويطبخونها "عصيدة" و"مفتوت" و"مفالت" و"مرسة"، وهي من أطيب ما يحبه أهل جازان.
تحول القصب إلى كنز للماشية
يبين المدخلي أنه بعد ثلاثة أشهر تقريبًا من البذر يحين الحصاد، فيُترك.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن السعودية
