حين يصبح الشعر ذاكرة واعية: قراءة نقدية في «ثلاث قلائد في عقدين»

د. أحمد بني عطالا يمكن مقاربة ديوان «ثلاث قلائد في عقدين» للدكتور محمد خالد الزعبي من زاوية الانطباع السريع أو القراءة العابرة؛ فالنصوص التي يضمها هذا العمل تنتمي إلى شعرٍ يُقاوم الاستهلاك، ويشترط قارئًا متأمّلًا، قادرًا على الإنصات لما تقوله اللغة، وما تُخفيه في آنٍ معًا.إننا أمام تجربة شعرية تتعامل مع القصيدة بوصفها فعل وعي، لا مجرّد استجابة عاطفية، وبوصفها كتابةً ناضجةً تتكئ على تراكم التجربة لا على وهج اللحظة.يحمل العنوان «ثلاث قلائد في عقدين» كثافة رمزية واضحة، تجعل منه مفتاحًا أوليًا لفهم بنية الديوان ورؤيته. فالقلادة، بما تحمله من معنى التنظيم والترتيب والاختيار، تحيل إلى القصيدة المصاغة بوعيٍ وحِرَفية، فيما يشير «العقدان» إلى زمنٍ ممتدّ، وإلى مسافةٍ شعورية تفصل بين البدايات والنضج.هكذا لا يبدو العنوان توصيفًا خارجيًا، بل بيانًا شعريًا ضمنيًا يعلن أن النصوص ثمرة زمنٍ طويل من المراجعة والإنصات والتشكّل.تقوم بنية الديوان على مبدأ التراكم، لا القفز المفاجئ بين الحالات الشعرية. فالقصائد، على اختلاف موضوعاتها، تتحرك ضمن أفق واحد، تحكمه رؤية متماسكة للذات والعالم.ولا يغامر الشاعر بتفكيك هذا الأفق عبر تجريب شكلي حاد، بل يفضّل البناء الهادئ، حيث تنمو الفكرة داخل القصيدة تدريجيًا، وتتكشّف دلالتها دون استعجال.هذه البنية تمنح الديوان طابعًا شبه سرديّ، لا بمعنى الحكاية المباشرة، بل بمعنى تطوّر الصوت الشعري من قصيدة إلى أخرى، وكأن القارئ يتتبع سيرة داخلية لا تُقال دفعةً واحدة.لغة الزعبي في هذا الديوان لغة منضبطة، دقيقة، لا تُسرف في المجاز، ولا تميل إلى الخطابية.إنها لغة تُدرك أن الشعر لا يُقاس.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الدستور الأردنية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الدستور الأردنية

منذ 11 ساعة
منذ 25 دقيقة
منذ 8 دقائق
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
خبرني منذ 12 ساعة
خبرني منذ 19 ساعة
خبرني منذ 12 ساعة
قناة المملكة منذ ساعة
وكالة أنباء سرايا الإخباريه منذ ساعتين
خبرني منذ 11 ساعة
موقع الوكيل الإخباري منذ ساعة
خبرني منذ 14 ساعة