هل يمكن للمطر أن يؤجّل الفرح؟ في البحرين، الجواب كان واضحاً. فالعيد الوطني لم يكن يوماً رهين صفاء السماء، بل موعداً ثابتاً مع شعور لا يتغيّر، مهما تبدّلت الأحوال وتقلّبت الظروف.
في الشوارع، وعلى واجهات البيوت، وفي القلوب قبل الأعلام، حضرت البحرين بكامل هيبتها. وربما خفّت بعض الفعاليات الخارجية، لكن الاحتفال لم يتراجع، بل غيّر مكانه؛ وانتقل إلى البيوت، حيث ازدانت النوافذ، وارتفعت الأعلام على الشرفات، واجتمع الأهل على طاولات بسيطة بروح وطنية خالصة. تحوّلت المجالس إلى مساحات فرح، وتناقلت الشاشات الأغاني الوطنية، ووجد الأطفال في تفاصيل صغيرة معنى العيد، ليؤكد البحريني مرة أخرى أن الاحتفال بالوطن لا يرتبط بمكان، بل بإحساس صادق يسكن البيوت كما يسكن الشوارع.
لكن الفرح لم يبقَ داخل الجدران فقط. ففي خضمّ الأمطار الغزيرة وتقلبات الجو، برز وجه آخر من وجوه البحرين؛ وجه التعاون والتكاتف الذي لا يظهر فقط في الأعياد، بل في اللحظات التي تختبر فيها الظروف معدن الشعوب. لم يكن المطر عائقاً، بل مساحة إنسانية إضافية، بادر فيها الناس إلى مساعدة بعضهم، وتبادلوا التنبيهات، وفتحوا الطرق. حتى الطرق التي أغلقتها الأمطار، لم تُغلق المسافة بين الناس. وكأن البحريني، حتى في المطر، يحتفل بطريقته الخاصة؛ فيثبت أن الوطن ليس فقط أرضاً تُزيَّن، بل مجتمعاً يتماسك كلما اشتدت الظروف.
هذا التوازن بين الفرح والوقار لا يأتي من فراغ. فقبل العيد الوطني بيوم، يقف البحرينيون وقفة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن البحرينية
