في هذه الأيام التي تغيّر فيها الجو فجأة، ومع أمطار متواصلة غيّرت مزاج النهار، قررت الخروج مع أبنائي في منتصف الظهيرة. الغيوم غطّت السماء، والحرارة انخفضت، وكأن الجو يقدّم اعتذاراً متأخراً عن صيف طويل. فخرجنا نمشي في المحرق، على مقربة من طريق اللؤلؤ، حيث تعيد ليالي المحرق ترتيب العلاقة بين الناس والمكان. كنا نمشي بهدوء، وأحكي لهم عن بيوت قديمة، ودواعيس حفظتها الذاكرة أكثر مما حفظتها الخرائط.
وأنا أروي لهم القصص، وألتقط لهم صوراً أحاول فيها تثبيت اللحظة كما هي، انتبهت إلى شيء غريب: كثير مما أقوله ليس دقيقاً تماماً، وبعضه ربما تغيّر مع الزمن. ومع ذلك، القصة كانت تعمل. الأولاد يسمعون، يتخيلون، ويبتسمون. هنا أدركت أن الذاكرة البشرية لا تعمل كجهاز تسجيل، بل ككائن حي: تنتقي، تلخّص، وتنسى.
في المقابل، نحن نعيش اليوم مع نوع جديد من الذاكرة: ذاكرة رقمية لا تنسى. هواتفنا، تطبيقاتنا، والأنظمة الذكية التي نتعامل معها يومياً تتذكر كل شيء. ماذا بحثنا، ماذا اشترينا، متى تذمرنا، وحتى الجمل التي كتبناها على عجل. هذه الذاكرة ليست إنسانية، لكنها فعّالة. وهي أساس كثير من التقنيات الحديثة التي نسمع عنها اليوم تحت مسمى الذكاء الاصطناعي».
من الناحية التقنية، معظم الأنظمة الذكية لا «تفهم» مثلنا، لكنها تتذكر بطريقة مختلفة. يتم تحويل الكلمات والتجارب إلى أرقام، وتُخزَّن في قواعد بيانات متقدمة تسمح للنظام باسترجاع المعنى لا الكلمة فقط. لذلك، عندما تتحدث مع مساعد ذكي ويتذكر تفضيلاتك، أو يقترح عليك حلاً سبق أن نفعك، فذلك لأنه يملك ما يُسمّى.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن البحرينية
