أبرم الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع 9 شركات أدوية كبرى اتفاقيات من شأنها خفض أسعار أدويتها لبرنامج الرعاية الصحية الحكومي (ميديكيد) وللمستفيدين الذين يدفعون نقداً، وذلك في أحدث مساعيه لمواءمة تكاليف العلاج في الولايات المتحدة مع مثيلاتها في الدول الغنية الأخرى. وشملت قائمة شركات الأدوية كلاً من بريستول مايرز سكويب، وجيلياد ساينسز، وميرك، وجينينتيك (التابعة لشركة روش الأميركية)، ونوفارتس، وأمجن، وبويرنجر إنجلهايم، وسانوفي، وجلاكسو سميث كلاين في هذه الاتفاقيات.

وستخفض كل شركة أدوية أسعار معظم الأدوية المبيعة لبرنامج «ميديكيد» المخصص لذوي الدخل المحدود، وفقاً لما أفاد به مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية، واعدين بتحقيق «وفورات هائلة» على الأدوية واسعة الاستخدام دون تحديد أرقام معينة.

يدفع المرضى الأميركيون حالياً أعلى الأسعار للأدوية الموصوفة، والتي غالباً ما تقارب 3 أضعاف ما يدفعونه في الدول المتقدمة الأخرى، وقد مارس ترامب ضغوطاً على شركات الأدوية لخفض أسعارها لتتماشى مع ما يدفعه المرضى في أماكن أخرى.

لم تتوفر تفاصيل كل اتفاقية على الفور، لكن المسؤولين أفادوا بأنها تتضمن اتفاقيات لخفض أسعار الأدوية المختارة التي تُباع نقداً مباشرةً للمستهلكين، والتي يُحتمل بيعها عبر موقع ترامب آر إكس الإلكتروني، ولإطلاق أدوية في الولايات المتحدة بأسعار مساوية -وليست أقل- من أسعارها في الدول الغنية الأخرى، ولزيادة الإنتاج، في المقابل، يمكن للشركات الحصول على إعفاء من الرسوم الجمركية لمدة ثلاث سنوات.

أعلنت شركة ميرك أنها ستبيع أدوية السكري الخاصة بها، جانوفيا وجانوميت وجانوميت إكس آر -المقرر طرحها في السوق العام المقبل- مباشرةً للمستهلكين الأميركيين بخصم يصل إلى 70% من أسعارها المعلنة، وفي حال الموافقة عليها، سيتم طرح دواء إنليستيد التجريبي لخفض الكوليسترول عبر قنوات البيع المباشر للمستهلكين.

وكان إنليستيد أحد دواءين من إنتاج ميرك من المتوقع أن يحصلا على مراجعة سريعة بموجب المسار السريع الجديد الذي وضعته إدارة الغذاء والدواء الأميركية.

وفي يوليو تموز، وجّه ترامب رسائل إلى قادة 17 شركة أدوية كبرى، حثّهم فيها على تقديم أسعار خاصة ببرنامج ميديكيد، وضمان ألا تتجاوز أسعار الأدوية الجديدة أسعارها في الدول الغنية الأخرى.

أبرمت خمس شركات سابقاً اتفاقيات مع الإدارة الأميركية لكبح جماح الأسعار، وهي: فايزر، وإيلي ليلي، وأسترازينيكا، ونوفو نورديسك، وإي إم دي سيرونو، الفرع الأميركي لشركة ميرك الألمانية.

أما الشركات الثلاث المتبقية التي لم تعلن عن اتفاقيات فهي: ريجينيرون، وجونسون آند جونسون، وآبفي، في البداية، أبدى المستثمرون مخاوفهم من فرض الولايات المتحدة قيوداً شاملة على الأسعار، إلا أن تفاصيل الاتفاقيات الأخيرة بددت هذه المخاوف إلى حد كبير، وكانت رويترز قد ذكرت سابقاً أنه من المتوقع أن تعلن آبفي عن اتفاقية يوم الجمعة.

أعلنت شركات الأدوية يوم الجمعة التزامها بتطبيق سياسة تسعير «الدولة الأكثر تفضيلاً» على جميع الأدوية الجديدة التي تُطرح في السوق الأميركية، وذلك في الأسواق التجارية والحكومية وأسواق الدفع النقدي، بما في ذلك برنامج الرعاية الصحية الحكومي ميديكيد لكبار السن (65 عاماً فأكثر)، وفقاً لما أفاد به مسؤولون.

وأضاف المسؤولون أن جزءاً من عائدات مبيعات كل شركة في الخارج سيُحوّل إلى الولايات المتحدة لتعويض التكاليف.

وتعهدت الشركات مجتمعةً باستثمار أكثر من 150 مليار دولار في الولايات المتحدة في مجال البحث والتطوير والتصنيع، بحسب المسؤولين، مع العلم أنه لم يتضح ما إذا كان هذا المبلغ يشمل التزامات سابقة، كما وافقت عدة شركات على التبرع بمكونات دوائية للاحتياطي الاستراتيجي الأميركي، وأعلنت شركة ميرك أنها أسهمت بمبلغ 70 مليار دولار من هذا المبلغ.

وأشار محللون إلى أن برنامج ميديكيد، الذي لا يُمثل سوى 10% تقريباً من الإنفاق على الأدوية في الولايات المتحدة، يستفيد بالفعل من خصومات كبيرة على الأسعار، تتجاوز 80% في بعض الحالات.

أعلنت شركة فايزر، التي أعلنت عن توقعاتها المالية لعام 2026 يوم الثلاثاء، أن خصومات برنامج ميديكيد ستؤدي إلى انخفاض الأسعار وهوامش الربح في العام المقبل.

(رويترز)

هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية