تمرّ دبي بمرحلة مفصلية في سوق العقارات الفاخرة، ومعها تبرز مجموعة شوبا كنموذج للنمو المستدام. من مبيعات قياسية وأضخم إصدار للصكوك الخضراء على الإطلاق لشركة تطوير عقاري، إلى انتقال القيادة للجيل التالي، يرسم بي إن سي مينون ملامح فصل جديد يحدد ملامح المستقبل من خلال الجودة والانضباط والخلافة المدروسة.

تمر سوق العقارات في دبي بمرحلة مفصلية، إذ تشهد أسعار العقارات السكنية الفاخرة واحدة من أسرع معدلات النمو عالميًا، بالتوازي مع تدفق الاستثمارات المؤسسية إلى الخليج، وتسارع الحكومات في تنفيذ برامج التطوير العقاري طويلة الأجل. وفي قلب هذا الزخم، تبرز مجموعة شوبا، التي أنهت عام 2024 بمبيعات قياسية، وتستهدف تحقيق 8 مليارات دولار في عام 2025، وبناء إحدى أكبر منظومات الأثاث والديكورات الداخلية المتكاملة في المنطقة.

بالنسبة لمؤسسها بي إن سي مينون، البالغ من العمر 77 عامًا، وهو مواطن عُماني ورائد أعمال من أصل هندي، وملياردير عصامي (تُقدَّر ثروته الصافية بـ3.6 مليار دولار حتى ديسمبر/ كانون الأول 2025) فإن هذه المرحلة لا تمثّل فترة تعزيز للأعمال، بقدر ما تعكس لحظة انتقالية مفصلية. يقول: "في عام 2025، توسّعنا في سوقين داخل دولة الإمارات: أم القيوين وأبوظبي، ونتوقّع أن نصل إلى نحو 8 مليارات دولار من إجمالي المبيعات. لكن العمل الحقيقي اليوم بات على عاتق ابني، رافي، الذي يتولى رئاسة مجلس إدارة المجموعة، ومديرنا الإداري، فرانسيس ألفريد. هما من يقودان الآن، وليس أنا". ويؤكد ذلك بصراحته المعهودة، في وقت تواصل فيه شوبا التفوّق في سوق شديدة التنافسية، بالتوازي مع توسيع قاعدتها التشغيلية.

فيما أصبحت هذه الاستراتيجية إحدى أبرز مزايا المجموعة؛ فقد سجّلت شوبا العقارية نموًا في المبيعات بنسبة %50 على أساس سنوي في عام 2024، لتصل إلى 6.3 مليار دولار. وحقق مشروعها الأول في أم القيوين، جزيرة السينية من شوبا، مبيعات بقيمة 1.36 مليار دولار خلال 5 أشهر من إطلاقه، ما يمثل %21.7 من إجمالي الإيرادات السنوية. ومن أبرز مشاريعها الأخرى شوبا إلوود، وشوبا أوربيس، وشوبا سوليس.

واستمر هذا الزخم في عام 2025، حيث حققت شركة شوبا العقارية مبيعات بلغت 4.2 مليار دولار، في النصف الأول من السنة المالية 2025، بزيادة قدرها %73 مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، في حين ارتفعت إيراداتها بنسبة %83 على أساس سنوي، لتصل إلى نحو ملياري دولار. وحتى الآن، سلّمت المجموعة أكثر من 120 مليون قدم مربعة من المشاريع السكنية والتعاقدية والتجارية.

في سبتمبر/ أيلول 2025، أصدرت شوبا العقارية أول صكوك خضراء لها بقيمة 750 مليون دولار، مع طلبات اكتتاب تجاوزت 2.8 ضعف قيمة الإصدار، ما يجعلها الأكبر في تاريخ شوبا، وأضخم إصدار للصكوك الخضراء على الإطلاق لشركة تطوير عقاري عالميًا. وسيتم إدراج هذه الصكوك في بورصتي لندن وناسداك دبي. أما بالنسبة لشركة تشتهر بتميزها الهندسي، فتمثل هذه الصفقة خطوة استراتيجية لدخول شوبا إلى قلب أسواق رأس المال الإقليمية.

لقد بنى مينون إطار استراتيجية الأعمال هذه على مدى عقود. وتُدير شوبا استوديو معماريًا وهندسيًا يضم 700 شخص في دبي، ومخصصًا على نحو حصري لمشاريع المجموعة. بينما يواصل حضورها الصناعي في جميع أنحاء الإمارات نموه، مع بدء تشغيل مصنع أثاث آلي بمساحة 53 ألف متر مربع في مدينة دبي الصناعية. كما أطلقت (The Gallery) وهو مساحة للشركات في شارع الشيخ زايد، حيث يمكن للمهندسين المعماريين ومصممي الديكور الداخلي والمطورين، اختبار الأفكار والمواد والمفاهيم بالتعاون مع فرق شوبا. وتتيح النماذج التجريبية المُضيئة، والوحدات المعيارية، ومكتبات المواد، والغرف التقنية المتاحة للفرق المشاركة تحويل المشاريع من الفكرة إلى التنفيذ. غير أن (The Gallery) ليس صالة عرض فحسب، بل إنه مساحة عمل احترافية مصممة للتعاون، ما يعكس طموح شوبا في ترسيخ مكانتها الرائدة في مجال التصميم.

ويرى مينون أن هذا التوسع أساسي لضمان مستقبل مكانة شوبا، واتساق منتجاتها، وهوية علامتها التجارية. فاستراتيجية التحكم في جميع مراحل الأعمال داخليًا، بدءًا من المواد الخام، وصولًا إلى التصميم، لفتت انتباه الأكاديميين العالميين إلى أعمال المجموعة. يقول: "عندما تعرفت جامعة هارفارد إلى نموذج أعمالنا، أرادوا فهم سبب عدم تبني الآخرين مبدأ التكامل العكسي. قلت لهم: لا أعرف لماذا لم يفعلوا، كل ما أعرفه أننا فعلنا ذلك، وقد نجح الأمر".

يقول دانييل هادي، الرئيس التنفيذي لشركة إنجل آند فولكرز الشرق الأوسط، إن قيام المطورين بالمزيد من عمليات الإنتاج والتصميم داخليًا، يرفع سقف التوقعات في سوق العقارات الفاخرة. ويضيف: "عندما يعتمد المطورون على مزيد من العمليات داخليًا، بدءًا من التصميم حتى البناء، فإنهم يحققون مراقبة كاملة للجودة، ويقدّمون منتجًا نهائيًا أكثر اتساقًا في جميع مشاريعهم".

ثم يتابع: "كما يُسهم ذلك في الحفاظ على هوية المشروع. فالمفهوم الأصلي، والمواد، وطريقة تنظيم المساحات تبقى متناغمة بفضل فريق واحد يشرف على مراحل المشروع جميعها. أما النتيجة فهي تجربة فاخرة أكثر رقيًا وموثوقية، وسرعان ما ستصبح معيارًا للعقارات الفاخرة في الشرق الأوسط".

غير أن التكامل العكسي يُمكّن المجموعة من الانتقال إلى خطوتها التالية: الروبوتات والبناء المُدار بالذكاء الاصطناعي. يرى مينون أن التحول قد بدأ بالفعل: "في غضون 5 سنوات، ستتولى الروبوتات أعمال البناء، والتجصيص، والطلاء، والبلاط، والتسليح. هذا أمر لا مفر منه. لكن لا يمكنني قيادة هذا التغيير، إذ على ابني وفرانسيس تولي ذلك".

تلفت صراحته بشأن الخلافة الانتباه، لا.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من فوربس الشرق الأوسط

منذ ساعة
منذ ساعتين
منذ 8 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 30 دقيقة
قناة CNBC عربية منذ ساعتين
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 16 ساعة
قناة العربية - الأسواق منذ 48 دقيقة
قناة CNBC عربية منذ 13 ساعة
قناة العربية - الأسواق منذ 14 ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 17 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 4 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 21 ساعة