بدأت وزارة العدل الأميركية نشر وثائق طال انتظارها من التحقيق في قضية الملياردير الأميركي الراحل جيفري إبستين والتي قد تكون لها تبعات سياسية.
فقد تضمنت المجموعة الضخمة من الوثائق التي نشرت أمس الجمعة، سبع صفحات تحتوي على أسماء 254 "مدلكة" تم حجبها بالكامل بحجة "حماية معلومات الضحايا المحتملين".
إبستين وبيل كلينتون كلينتون كما تضمنت العديد من الصور التي لم تنشر من قبل، الرئيس الأسبق بيل كلينتون وهو يقضى عطلة برفقة إبستين، وغيسلين ماكسويل، وامرأة مجهولة الهوية.
بيل بالفستان فقد تضمنت أحدث ملفات تم تسريبها لوحة لبيل كلينتون وهو يرتدي فستاناً وحذاءً بكعب عالٍ، كانت معروضة في شقة جيفري إبستين في مانهاتن.
ومن بين الصور الأخرى ضمن الكمّ الهائل من الوثائق التي نشرتها وزارة العدل، صورة تجمع إبستين مع أسطورة البوب مايكل جاكسون.
كما أظهرت صور فاضحة في ملفات وزارة العدل إبستين وهو ينظر بشغف إلى قالب حلوى على شكل صدر امرأة.
هذا وورد اسم ترامب في دفتر اتصالات تم العثور عليه في الملفات، لكن من غير الواضح لمن يعود الدفتر.
"خضع لضغوط الكونغرس" وكانت إدارة ترامب ماطلت لأشهر قبل نشر السجلات المتعلقة بالتحقيق مع المعتدي الجنسي الذي وجد ميتا في زنزانة بسجن في نيويورك عام 2019 أثناء انتظاره المحاكمة بتهم الاتجار بقاصرات.
لكن الرئيس الجمهوري خضع في نهاية المطاف لضغوط الكونغرس، بما في ذلك من نواب حزبه، ووقع قانونا الشهر الماضي يلزم بنشر الوثائق. وأمهل الكونغرس الإدارة حتى أمس الجمعة لنشر السجلات.
فيما أكد المسؤول الكبير في وزارة العدل تود بلانش لشبكة فوكس نيوز أمس، أن للوزارة كامل الصلاحية في حجب الأسماء والمعلومات الحساسة، وسيتم تعديل الوثائق جزئيا لحماية مئات من ضحايا إبستين.
كما أشار هذا المحامي الشخصي السابق لدونالد ترامب إلى أنه لا يتوقع إصدار أي لوائح اتهام جديدة في الفضيحة التي تهز الولايات المتحدة منذ سنوات.
وكان قرار نشر الوثائق على مراحل أثار غضب زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر الذي أكد أن القانون "واضح تماما" ويفرض على الحكومة كشف "جميع الوثائق".
بينما قال ديموقراطيون آخرون في الكونغرس إن الحكومة حجبت مسودة لائحة اتهام أُعدت بعد اعتقال إبستين عام 2019، مشيرين إلى إنها تورط "رجالا أثرياء ونافذين آخرين كانوا في جزيرة إبستين للاغتصاب".
وعلّق كبير موظفي مكتب الرئيس الاسبق كلينتون، آنجيل أورينا، على الملفات التي تم الكشف عنها حديثا بالقول إن البلاد "تتوقع إجابات، لا أكبش فداء". وأضاف في منشور على منصة اكس "لم يقم البيت الأبيض بإخفاء هذه الملفات لأشهر ثم قام بنشرها في وقت متأخر الجمعة لحماية بيل كلينتون. الأمر يتعلق بحماية أنفسهم".
"خديعة" ديموقراطية تحمل هذه اللحظة حساسية شخصية وسياسية هائلة بالنسبة لترامب، حيث كان الرئيس صديقاً لإبستين، وكانا يترددان على نفس الأوساط الاجتماعية في بالم بيتش ونيويورك خلال التسعينات، وكانا يظهران معاً في الحفلات لسنوات. وقطع ترامب علاقته بإبستين قبل سنوات من توقيفه عام 2019، ولم يُتهم بارتكاب أي مخالفات في القضية، وفق ما نقلت وكالة "رويترز"
لكن قاعدته الجماهيرية اليمينية أظهرت اهتماما كبيرا منذ فترة طويلة بقضية إبستين ونظريات المؤامرة حول إشرافه على شبكة للاتجار بالجنس لصالح نخبة العالم.
ورغم أنه خاض حملته الانتخابية عام 2024 واعداً بتوخي الشفافية الكاملة بشأن هذه القضية، إلا أن ترامب تلكأ لفترة طويلة في تنفيذ وعده، واصفا القضية بأنها "خديعة" دبرتها المعارضة الديموقراطية، وحضّ الأميركيين على طي صفحتها.
وفي تموز/يوليو، أعلنت وزارة العدل مع مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) أنهما لم يعثرا على أيّ عنصر جديد من شأنه أن يبرّر نشر مستندات إضافية أو البدء بملاحقات جديدة. وقد أثار هذا الإعلان سخط أنصار ترامب المتشدّدين الذين يرفعون شعار "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" مختصرا بـ"ماغا".
ثم خاض ترامب معركة مع الكونغرس بشأن مساعي نشر السجلات.
غيلاين ماكسويل يذكر أن ماكسويل، شريكة إبستين السابقة، هي الشخص الوحيد الذي أدين في القضية، وإن كان مؤيدو ترامب يعتقدون منذ سنوات أن مجموعة كبيرة من السياسيين الديموقراطيين و"الدولة العميقة" ونجوم هوليوود متواطئين معه.
وتقضي ماكسويل البالغة 63 عاما عقوبة بالسجن لمدة 20 عاما بتهمة استقطاب فتيات قاصرات لصالح إبستين الذي اعتُبرت وفاته انتحارا.
في حين قد توضح السجلات المنشورة كيف كان إبستين يعمل، ومن ساعده، ولماذا تأخر المدعون العامون لسنوات قبل توجيه الاتهامات له.
هذا المحتوى مقدم من قناة الحدث


