يرى الباحث السياسي أحمد عرابي، في تصريحه لموقع رصيف22 اللبناني، أنّ الصين تعود إلى ليبيا وسط نفوذ اقتصادي متزايد وسباق جديد على إعادة الإعمار. ولا تبدو خطوة عودة السفارة الصينية إلى العاصمة الليبية وافتتاح أبوابها مجدداً بعد نحو عقد من الزمن، مجرد إجراء دبلوماسي طبيعي، بل تحمل مؤشراً واضحاً على بدء مرحلة جديدة من التواجد الصيني داخل البلاد، ضمن سياستها في شمال إفريقيا.
ويضيف عرابي أنه، وبرغم التعامل الرسمي مع الحدث بوصفه عودةً تقنيةً، فإنه يعكس انتقال بكين من الحضور الهامشي إلى تموضعٍ منظم تتقاطع فيه المصالح الليبية الباحثة عن شريك اقتصادي موثوق مع الحسابات الصينية التي ترى في ليبيا مساحةً واعدةً لم يُستثمر فيها بعد ضمن مشروعها التوسعي العالمي.
ويؤكد عرابي، أنه في حال نجاح الصين، تُعيد إستراتيجية بكين في ليبيا تشكيل سلاسل التوريد وتدفقات التجارة الأوراسية، مما يؤدي إلى تحولٍ في ميزان القوة الناعمة والنفوذ الإستراتيجي في شمال قارة إفريقيا، مع تداعيات عميقة على أمن الطاقة والاستقلالية الجيوسياسية لأوروبا لاحقاً.
هذا المحتوى مقدم من الساعة 24 - ليبيا
