رنيم شقير عمان- بين فترات الدراسة المتعبة، والبحث عن الذات، تبرز الأنشطة الطلابية كشريان حياة يضخ طاقة إيجابية في جسد الطالب الجامعي.
في مكتبة الجامعة وبين رائحة الكتب، تظهر قصة جنى أبو رجب التي غيرت الأنشطة مسار حياتها فتحولت من مشاركة إلى باحثة شغوفة عن المعرفة.
كانت مشاركة جنى أبو رجب، طالبة السنة الثالثة في كلية الأعمال، في نشاط المسؤولية المجتمعية تقتصر على ترتيب أرفف مكتبة الجامعة لكنها لم تكن تعلم أنها نقطة تحول في حياتها الأكاديمية.
بينما كانت أبو رجب تفرز الكتب القديمة عن الجديدة، وتعيد ترتيب الأقسام، توقفت عيناها على مجموعة من العناوين الجذابة، لتكشف شغفا جديدًا داخلها فأصبحت المكتبة هي المكان الأقرب إلى قلبها تقضي معظم وقتها بين الكتب تقرأ كتبًا تارة وتدمعها صداقات جديدة تارة أخرى.
النشاطات اللامنهجية وشغف الطالب
رغم اعتياد أبو رجب على قراءة كتبها الجامعية إلا أن النشاطات اللامنهجية كشفت لها على شغف في داخلها لم تكن تعرفه من قبل فإلى جانب جهدها التطوعي في الترتيب لمعت عيونها عند قراءتها عناوين مختلفة من الكتب وأصبحت تتجول بين الأرفف في حالة من الدهشة.
وتقول: "بعد أن رأيت هذا الكم الكبير من الكتب بدأت الأسئلة تدور في ذهني ما هذه الكتب؟ عن ماذا تتحدث؟"، معتبرة إتمامها لترتيب الرفوف خطوة جديدة تعرفها على ذاتها أكثر.
وحول أثر تلك النشاطات عليها تشير أبو رجب إلى تعزيزها روح التشاركية والمسؤولية والخبرة، الأمر الذي يساعدها في سوق العمل في المستقبل، وتعزز انتماءها لممتلكات الجامعة والاهتمام بمرافقها ليستفيد منها الطلاب أكثر.
ويتفق في ذلك عبد العزيز الجاروشي، طالب السنة الثانية، مضيفا أن الأنشطة الطلابية تزيد من نشاط الإنسان وإدراكه، وتنمي المهارات الأساسية في الحياة كالالتزام، وزيادة الدافعية للدراسة، والمبادرة، والتعرف على زملاء جدد مجتهدين ما ينعكس على تحصيله الأكاديمي ودافعيته للدراسة.
فرصة لتطوير المهارات
فيما تعجّ أروقة الجامعة بالطاقة والحيوية، تتناغم أصوات المحاضرات مع صدى الأهداف والتصفيق، وجدت جنى كوكش في الأنشطة الطلابية الرياضية فرصة لتنمية شغفها بالرياضة في بيئة مليئة بالتحدي، لتحقق حلما رافقها منذ الطفولة.
لم تتردد كوكش، طالبة السنة الثانية في كلية تكنولوجيا المعلومات، في الانضمام لجميع الأنشطة الرياضية منها كرة القدم، السلة، الطائرة، حيث كانت فرصة رائعة لتطوير مهاراتها.
"لم أكن أعلم أن مهاراتي ستتطور من خلال الأنشطة بل وزادت من همتي في الدراسة"، متابعة أن الأنشطة الجامعية على اختلاف مجالاتها لها دور كبير في صقل شخصية الطالب وتطوير قنوات اتصاله وتمكينه من الانخراط بسوق العمل بشخصية قوية وقيادية.
وهو ما أكده أستاذ الإعلام الرقمي المشارك بجامعة الشرق الأوسط، الدكتور محمود الرجبي، مشيرا إلى أن الأنشطة الجامعية للطلاب تعزز مهارات القيادة والتواصل لديهم وتوسّع شبكة علاقاتهم، وتدعمهم نفسيًا واجتماعيًا.
خبرة تطبيقية مكمّلة للتعلم النظري
كما أنها تسهم في بناء طالب متوازن يملك خبرة تطبيقية مكمّلة للتعلم النظري، مما يجعله قادرًا على خدمة بلده بحسب الرجبي.
ويبين الرجبي أن الجامعات تقدّم أندية أكاديمية مرتبطة بالتخصصات، إضافة إلى أنشطة ثقافية وفنية، وبرامج رياضية، ومبادرات خدمة المجتمع، وأنشطة إعلامية، وحاضنات ابتكار وريادة، كما تحرص على التمثيل الطلابي ومجالس الطلبة، وهي بذلك توازن بين اهتمامات الطلبة وقدراتهم، ومواهبهم المختلفة.
وأكد الرجبي أن مشاركة الطلاب المنتظمة تُحسن إدارة الوقت، وترفع الدافعية، وتزيد شعور الانتماء، ما ينعكس على تركيز أفضل ونتائج أكاديمية أعلى، كما تساعد على تطبيق المعرفة النظرية في سياقات عملية تدعم الفهم العميق، وأهمية الإدراك بأن الجامعة ليست للتعليم فقط بل لبناء شخصية الطالب، وجعله قادرًا على التأقلم مع بيئته، ومجتمعه، وليكون عنصرًا فعالًا في المجتمع.
بناء سيرة ذاتية قوية
ويقول الرجبي: "الطالب يستفيد عندما يختار النشاط المتوافق مع ميوله المهنية"، بحيث يستثمر الفرص لبناء سيرة ذاتية قوية، ويشارك في مشاريع تطوعية تُنمي المسؤولية، ويتلقى إرشادًا من أساتذة ومشرفين يدعمون تطوره، وبذلك يسرع من وصوله إلى ما يصبو إليه هو شخصيًا، بالجامعة، والمجتمع.
ويتابع الرجبي أن تشجيع الطلاب يكون عبر التعريف المبكر بالأنشطة وإظهار قصص نجاح طلابية، وتقديم حوافز أكاديمية بسيطة وتوفير مساحات آمنة للتجربة، إضافة إلى دعم إعلامي فعّال وتنظيم فعاليات ترويجية مستمرة، خاصة في المجالات الإعلامية، الأدبية، الفنية، الثقافة، وغيرها من النشاطات.
وأشار الرجبي إلى أن الطالب قد يواجه ضيق الوقت، أو ضغطًا دراسيًا، أو ضعفًا في الخبرة التنظيمية، أو ترددًا اجتماعيًا، ويمكن تجاوز ذلك عبر التدريب على إدارة الوقت، ودعم أكاديمي مرن، وإتاحة ورش مهارية، وبناء ثقافة تشجع على المشاركة دون خوف.
من جهته يعتبر الخبير التربوي الدكتور.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية
