تشهد منطقة شرق المتوسط حراكا دبلوماسيا وأمنيا بشكل متسارع، في ظل مساع إسرائيلية من أجل تعزيز التنسيق مع قبرص واليونان، وفي ظل توترات متزايدة مع تركيا. وأشار تقرير لموقع "يديعوت أحرنوت" نقلا عن مصادر إسرائيلية أفادت بأن أن تل أبيب واليونان وقبرص تبني جدارا أمنيا في مواجهة تركيا، وذلك من أجل ردعها ومنع الانزلاق إلى وضع تتحول فيه إلى عدو. وأضاف التقرير أن هذه التحركات تأتي قبل قمة إسرائيل واليونان وقبرص المقرر لها يوم الاثنين المقبل في القدس. وتأتي القمة على خلفية توتر متصاعد بين إسرائيل وتركيا وكذلك بين تركيا وكل من اليونان وقبرص، بما في ذلك اختراق طائرات تركية للأجواء اليونانية واعتراض طائرات يونانية لها، وهي حادثة أوصلت التوتر إلى ذروته. وسيصل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ورئيس قبرص نيكوس خريستودوليديس غدا إلى إسرائيل من أجل عقد قمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إلى جانب اجتماعات ثنائية يوم الاثنين. ويتضمن برنامج الزيارة مستويات عدة، معظمها أمني، لكن جزءا مهما منها مخصص أيضا للطاقة. وسيكون الجانب الأمني محورا رئيسيا في القمة، وفي مقدمتها إنشاء جدار في مواجهة تركيا، التي تعد بالنسبة لإسرائيل خصما لا عدوا، والتحدي هو منع تحولها إلى عدو، بحسب التقرير."مثلث ردع" في وجه تركيا وسيتمحور النقاش بين الدول حول كيفية إنشاء مثلث ردع يوجه رسالة واضحة لتركيا، ويشمل ذلك تدريبات مشتركة ومناورات وتنسيقا ونقل رسالة واضحة للأتراك مفادها "إلى هنا وكفى". وتنفي إسرائيل التقارير التي نشرت في اليونان حول إنشاء قوة تدخل عسكرية مشتركة للدول الـ3، في إشارة إلى نوع من التحالف الدفاعي. وقالت مصادر رفيعة إن ذلك غير مطروح على جدول الأعمال ولن يناقش في القمة الثلاثية، إلا أن الدول الـ3 معنية بتعزيز التنسيق العسكري فيما بينها، بحيث تكون مستعدة إذا دعت الحاجة، والهدف الأساسي هو الردع. ويوم الاثنين الماضي، خلال لقاء عقده نتانياهو مع السفير الأميركي لدى تركيا مبعوث ترامب توم براك، استغلت تل أبيب الفرصة من أجل نقل رسائل حادة بشأن الملف التركي، وكانت الرسالة الإسرائيلية لبراك أن من مصلحة الطرفين إيجاد طريقة لمنع استمرار التصعيد بين إسرائيل وتركيا، وخلال اللقاء قال أحد الحاضرين إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يدهور العلاقات مع إسرائيل، وبدل تشبيه نتانياهو بهتلر مرتين يوميا، بات يفعل ذلك 3 مرات يوميا. وجاء الرد الأميركي بأن التصريحات المعادية لإسرائيل تنبع من احتياجات داخلية تركية، ورد الجانب الإسرائيلي على براك بالقول إن ما بعد 7 أكتوبر علمنا أن الكلام في الفصل الأول يتحول مسدس في الفصل الـ2.(ترجمات)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
