هل سمعتَ يومًا أحدَهم يقولُ: «أبناؤنَا في مرحلةِ المراهقةِ... اصبرُوا عليهِم»؟ قد يبدُو هذا الكلام عاديًّا في زمن أصبحت فيه فكرةُ «المراهقة» مرحلةً حرجةً، لا بُدَّ أنْ يمرَّ بها كلُّ شابٍّ وشابَّةٍ. لكن لو عُدنا إلى حضارتنا الإسلاميَّة، سنكتشفُ شيئًا لافتًا، وهو أنَّ المراهقة، كمفهومٍ مضطربٍ، مليءٌ بالتمرُّد والانفصال، لم تكن موجودةً أصلًا في حياة المسلمِينَ.
المراهقةُ مفهومٌ غربيٌّ لا ينسجمُ مع ثقافتنا كمسلمِينَ؛ فهي فكرةٌ نشأت في بيئة فصلت بين الطفولةِ والرُّشدِ بمرحلةٍ غامضةٍ تكثر فيها الاضطراباتُ والصراعاتُ، وكأنَّ الإنسان لا يُولد مكتملَ الطاقات إلَّا بعد سلسلة من العواصف النفسيَّة. أمَّا في ثقافتنا، فقد كان العبورُ واضحًا كطلوع الفجر، فعندما يبلغ الإنسانُ يُكلَّف، ويُعامَل باعتباره قادرًا على الفهم والاختيار والمحاسبة، من غير أنْ يُحبَس في منطقة رماديَّة تُعفيه من الواجبات، وتُثقل كاهله بالشعور بالضياع.
ولعلَّ حياة المسلمِينَ الأوائل تشهد بذلك شهادةً لا يُنكرها منصفٌ، فأسامة بن زيد يقود جيشًا وهو في السابعة عشرة، وعليٌّ -رَضِيَ اللهُ عنهُ- يبيت في فراش النبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- ليلةَ الهجرةِ، وهو شابٌّ حديثُ السِّن، وعائشة -رَضِيَ اللهُ عنهَا- تنقلُ العلمَ، وتُفتي كبارَ الصحابة، من دون أنْ يُقال إنَّها ما تزال «تمرُّ بمرحلةٍ انتقاليَّةٍ». كان الشابُّ يُستنهض ليكون رجلًا،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة
