كوردستان.. واحة التعايش التي تجمع الأديان تحت سقف "المواطنة"

أربيل (كوردستان 24)- في قلب بلدة "عنكاوا" التابعة للعاصمة أربيل، ومن داخل إحدى كنائسها العريقة، احتفت قناة كوردستان 24 بمناسبة أعياد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية، عبر حلقة خاصة من برنامج "للجميع" (بۆ هەمووان)، ناقشت عمق تجربة التعايش الديني في إقليم كوردستان، بمشاركة شخصيات دينية وحكومية ومواطنين من مختلف المكونات.

استهل مقدم البرنامج، سهين مفتي، الحوار بالتأكيد على أن عيد الميلاد لم يعد شأناً مسيحياً فحسب، بل تحول إلى "عيد وطني" يشارك فيه المسلمون والمكونات الأخرى بصدق ومودة، مشيراً إلى أن هذه الروح هي ما يميز إقليم كوردستان عن المحيط الإقليمي المضطرب.

من جانبه، أكد الأب ضياء شابا، أن الاحتفال بميلاد المسيح في كوردستان يحمل طعماً خاصاً، نظراً للأمن والاستقرار الذي يفتقده المسيحيون في مناطق أخرى.

واستذكر الأب شابا بمرارة كيف كانت الكنائس في بغداد والموصل تتعرض للتفجير قبل سنوات، بينما كانت حكومة الإقليم تفتح الأبواب وتوفر الدعم لبناء كنائس جديدة لاستقبال النازحين والمهجرين.

وفي سياق الجانب المؤسساتي، أوضح أمير عثمان، مدير التعايش في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، أن فلسفة الحكم في إقليم كوردستان، وبتوجيه مباشر من رئيس الحكومة مسرور بارزاني، تقوم على أساس "المواطنة" وليس الانتماء الديني.

وقال عثمان: "نحن نسعى لجعل كوردستان، وأربيل تحديداً، مركزاً عالمياً للتعايش. وما زيارة قداسة البابا فرنسيس التاريخية إلى أربيل وصلاته في ملعبها إلا شهادة دولية كبرى على نجاح هذا النموذج الذي يحترم جميع الأديان والمذاهب دون تمييز".

خلال الحوار، تم استعراض قصص واقعية تجسد هذا التلاحم؛ حيث أشار الأب ضياء إلى واقعة جرت في مدينة "كوي"، حينما شارك المسلمون بنسبة 90% في مجلس عزاء لمواطن مسيحي، في إشارة إلى أن الروابط الإنسانية والاجتماعية في كوردستان أقوى من أي محاولات للتفرقة.

كما تطرق الحوار إلى حادثة الاعتداء على المقابر المسيحية في شقلاوة وهرموتة، حيث أشاد الضيوف بسرعة استجابة الأجهزة الأمنية واعتقال الجناة، مما عزز من ثقة المكونات بسيادة القانون وحماية المقدسات.

ولم يخلُ الحوار من مكاشفة الصعوبات؛ حيث عبرت إحدى الشابات المسيحيات من الحضور عن قلقها من بعض "التعليقات الطائفية" التي تظهر أحياناً على وسائل التواصل الاجتماعي.

ورداً على ذلك، أكد المسؤولون أن هذه الأصوات لا تمثل ثقافة شعب كوردستان الأصيلة، بل هي ظاهرة رقمية عالمية تتطلب وعياً مجتمعياً لمحاربتها، مؤكدين أن الواقع على الأرض يثبت يومياً متانة الجبهة الداخلية وتماسكها.

اختتم البرنامج برسالة أمل، تؤكد أن إقليم كوردستان سيظل "البيت الآمن" لجميع المكونات، وأن التنوع الديني والقومي ليس عبئاً، بل هو الثروة الحقيقية واللوحة الجميلة التي يفتخر بها الإقليم أمام العالم.


هذا المحتوى مقدم من كوردستان 24

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من كوردستان 24

منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ ساعة
وكالة الحدث العراقية منذ 13 ساعة
وكالة الحدث العراقية منذ 11 ساعة
موقع رووداو منذ 5 ساعات
وكالة الحدث العراقية منذ ساعتين
وكالة الحدث العراقية منذ 11 ساعة
عراق زون منذ 8 ساعات
قناة السومرية منذ 22 ساعة
قناة السومرية منذ 6 ساعات