تستعد بلغاريا لإيقاف تشغيل أحد مفاعلاتها النووية الرئيسية قبل الموعد المقرر، بعد رصد خلل تقني مرتبط بالتوربينات في محطة كوزلودوي للطاقة النووية، في خطوة احترازية تهدف إلى ضمان سلامة التشغيل وعدم تعريض الشبكة أو البيئة لأي مخاطر محتملة. وأفادت وكالة الأنباء البلغارية (BTA) بأن محطة كوزلودوي ستغلق الوحدة السادسة، البالغة قدرتها الإنتاجية ألف ميغاواط، يوم الأحد، أي قبل يوم واحد من موعد الإغلاق المخطط له سابقاً، وذلك عقب اكتشاف عطل تقني إضافي في جهاز مماثل داخل منظومة التوربين.
وكانت إدارة المحطة قد أعلنت يوم الجمعة عن نيتها إيقاف الوحدة يوم الاثنين، بهدف استبدال غشاء وقائي في فاصل بخار التوربين، وهو إجراء فني اعتيادي يندرج ضمن أعمال الصيانة الوقائية، غير أن اكتشاف خلل آخر يوم السبت في جهاز مشابه دفع الشركة إلى تقديم موعد الإغلاق لتفادي أي تطورات غير متوقعة.
إجراءات احترازية دون مخاطر إشعاعية وأكدت محطة كوزلودوي، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء البلغارية، أن العطل لم يتسبب في أي تسرب لمواد مشعة أو ملوثة إلى البيئة، مشددة على عدم وجود أي خطر على صحة العاملين أو السكان، مضيفة أن الإيقاف المؤقت يأتي في إطار الالتزام الصارم بمعايير السلامة النووية المعتمدة محلياً ودولياً.
وأوضحت إدارة المحطة أن الوحدة السادسة ستعود إلى العمل فور الانتهاء من استبدال الأغشية الواقية في التوربين وإصلاح الخلل المكتشف، دون تحديد جدول زمني دقيق لإعادة التشغيل، ربطاً بنتائج الفحوصات الفنية اللاحقة.
وتُعد محطة كوزلودوي النووية الركيزة الأساسية لإمدادات الكهرباء في بلغاريا، إذ توفر نحو ثلث إنتاج البلاد من الطاقة، ما يجعل أي توقف في وحداتها محل متابعة دقيقة من جانب السلطات والأسواق على حد سواء.
ويأتي هذا التطور في وقت تولي فيه دول الاتحاد الأوروبي اهتماماً متزايداً بأمن الطاقة واستقرار الإمدادات، وسط تحديات تتعلق بارتفاع الطلب وتقلبات أسواق الوقود التقليدي.
ورغم ذلك، شددت السلطات البلغارية على أن الإغلاق المؤقت للوحدة السادسة لن يؤثر بشكل كبير على توازن الشبكة الكهربائية، في ظل وجود احتياطيات وقدرات بديلة.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
