شهد نائب محافظ الأقصر الدكتور هشام أبو زيد، نيابةً عن المحافظ المهندس عبد المطلب عمارة، ظاهرة تعامد الشمس على معابد الكرنك، التي توافق اليوم /الأحد/ معلنةً رسميًا بدء فصل الشتاء والانقلاب الشتوي، وذلك وسط أجواء احتفالية فنية وشعبية وسياحية مبهرة، على أنغام الربابة والمزمار البلدي، في مشهد يجسد عمق التراث المصري وارتباطه بالحضارة والفلك، وبحضور عدد كبير من السائحين من مختلف الجنسيات، إلى جانب القيادات التنفيذية والسياحية والأثرية.
وشارك المئات من السائحين والزائرين من مختلف دول العالم في احتفالية تعامد الشمس على مقصورة قدس الأقداس بمعبد آمون رع داخل مجمع معابد الكرنك، في واحدة من أندر الظواهر الفلكية الأثرية التي تجسد عبقرية المصري القديم في علوم الفلك والهندسة المعمارية.
من جانبه، أكد الدكتور الطيب غريب مدير معبد الكرنك، أن ظاهرة تعامد الشمس تُعد حدثًا فريدًا على مستوى العالم، وتسهم بشكل مباشر في تنشيط الحركة السياحية بمحافظة الأقصر خاصة مع انطلاق الموسم السياحي الشتوي، موضحا أن تعامد الشمس على مقصورة الزورق المقدس يتزامن بدقة مع يوم الانقلاب الشتوي في توقيت ثابت لا يتغير سنويًا، وهو ما يُعد دليلًا قاطعًا على براعة المصري القديم في حساب الزمن ودقة التخطيط المعماري، حيث تخترق أشعة الشمس المعبد تدريجيًا حتى تصل إلى قدس الأقداس.
وأشار إلى أن هذه الظاهرة تؤكد التفوق العلمي لقدماء المصريين في علوم الفلك والهندسة، وقدرتهم الفريدة على توظيف حركة الشمس داخل التصميم المعماري للمعابد، بما يعكس عمق الفكر الديني والعلمي للحضارة المصرية القديمة.
من جانبه قال رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية أيمن أبو زيد، إن الظواهر الفلكية بمعابد الكرنك، ومنها تعامد الشمس على معابد بتاح ورمسيس الثالث، تحظى باهتمام واسع من السائحين، الذين يحرصون على توثيق تلك اللحظات النادرة بالصور التذكارية، مؤكدا أن هذه الظواهر تمثل شاهدًا حيًا على عبقرية المهندس المصري القديم وقدرته على الدمج بين علمي الفلك والهندسة في تصميم المعابد، مشيرًا إلى أن معابد الكرنك لا تزال تحتفظ بالعديد من الأسرار الفلكية والروحية التي تدهش العالم.
وتُعد ظاهرة تعامد الشمس على قدس أقداس معابد الكرنك الإعلان الرسمي لدخول فصل الانقلاب الشتوي، وهي من الظواهر الفلكية النادرة التي تحظى باهتمام كبير من محافظة الأقصر وقطاعي السياحة والآثار، لما لها من دور محوري في الترويج السياحي وإبراز القيمة الحضارية لمعابد الكرنك وريادة المصريين القدماء في علوم الفلك الأثري.
وتبدأ الظاهرة مع شروق الشمس في الفترة من الساعة السادسة وحتى الثامنة صباحًا، حيث تتعامد أشعة الشمس على محور المعبد مرورًا بالبوابة الشرقية وصولًا إلى قدس الأقداس، في دلالة فلكية دقيقة تؤكد أن تشييد المعابد المصرية لم يكن عشوائيًا، بل ارتبط بالظواهر الطبيعية وتغير الفصول والمواسم الزراعية، حيث كان فصل الشتاء يُعرف لدى المصري القديم بـ"فصل الإنبات".
وفي سياق آخر، شهدت مكتبة مصر العامة بمحافظة الأقصر تنظيم فعاليات اليوم الثقافي الياباني، بالتعاون والشراكة مع السفارة اليابانية بالقاهرة، برئاسة القائم بأعمال السفير الياباني بالقاهرة، وبمشاركة وفد ياباني رفيع المستوى حيث شهدت الفعاليات حضور القيادات التنفيذية والجامعية والشعبية بمحافظة الأقصر وجمهور واسع من محبي التراث وأصدقاء المكتبة.
وتضمنت الفعاليات فقرات من التراث الثقافي غير المادي الياباني، شملت مراسم الشاي الياباني، وعروضًا فنية، وألعابًا شعبية، إضافة إلى مأكولات وملابس فلكلورية تعكس عمق وتنوع الثقافة اليابانية.
وتأتي تلك الفعالية ضمن برنامج رسم أكبر لوحة لأطفال مصر واليابان، في إطار تعزيز التبادل الثقافي وبناء جسور التواصل بين الشعبين الصديقين، وبما يدعم قيم التفاهم المشترك والتعاون الثقافي المستدام.
وفي السياق ذاته، استضافت مدينة الأقصر فعاليات عرض أكبر لوحة مرسومة في العالم لعام 2025، وذلك برعاية السفارة اليابانية بالقاهرة والسفارة المصرية بطوكيو، وبمشاركة مؤسسة اليابان وهيئة التعاون الدولي اليابانية (جايكا)، ووحدة المدارس المصرية اليابانية.
ونُظّمت الفعاليات بواسطة جمعية هوية الأرض (Earth Identity Project) إحدى منظمات المجتمع المدني غير الهادفة للربح في اليابان، بمشاركة طلاب المدارس المصرية اليابانية، حيث قام الطلاب بإعداد رسومات على قطع قماش بمقاس 5 5 أمتار لكل قطعة، جرى تجميعها لاحقًا في عمل فني واحد ضخم.
وأقيمت العروض في عدد من المناطق الأثرية والثقافية بمصر ضمن الترويج السياحي والثقافي، تحت إشراف الجهات المعنية بوزارة السياحة والآثار ومحافظة الأقصر، على أن تتواصل الفعاليات تباعًا في محافظة أسوان، وهيئة السد العالي، ومكتبة الإسكندرية.
وصرّح الملحق الثقافي المصري السابق باليابان الدكتور جاد القاضي، بأن باكورة الفعاليات أُقيمت في ساحة معبد الكرنك بالأقصر برعاية محافظة الأقصر، وبحضور وكيل وزارة التربية والتعليم الدكتور صفوت جارح.
يشار إلى أنه جرى تدشين الرسومات يوم الخميس الموافق 17 أبريل الماضى بإحدى المدارس المصرية اليابانية بمدينة 6 أكتوبر، بحضور ممثلي الجهات الراعية من مصر واليابان، وبمشاركة مغنية الأوبرا المصرية الفرنسية فرح الديباني التي قدّمت فقرة فنية خلال الحفل.
وتعود فكرة تنظيم المسابقة إلى تعاون مشترك بين الجمعية اليابانية والسفارة المصرية منذ عام 2010، وتنامى التعاون ليشمل مشاركات مصرية في اليابان بعد زلزال طوكيو 2011، حيث استضافت السفارة المصرية مجموعة من الطلاب اليابانيين لزيارة مصر والتعريف بمعالمها السياحية والثقافية.
كما شاركت بعض تلك الرسومات في EXPO 2025 أوساكا خلال الفترة من أبريل حتى أكتوبر 2025، بحضور مشرف للسفارة المصرية في اليابان.
هذا المحتوى مقدم من بوابة دار الهلال
