جوانا ملاح التي لمعت منذ «ستوديو الفن» وتركَت بصمة في التسعينيات بألبومات ناجحة ثم قررت الابتعاد عن الغناء بشكل جعل جمهورها في حيرة وارتباك.. اقرأوا حكايتها عبر زاوية وين راحوا؟ على موقعنا

في بيروت، تلك المدينة التي حملت على كتفها تاريخًا طويلًا من الفن والحرب، وُلدت جوانا ملاح لعائلة تهوى الفن، فوالدها هو مهنا فلاح، سكرتير الموسيقار بليغ حمدي في لبنان، لكنه توفي وهي في سنٍ صغيرة، فتولت والدتها تربية الأبناء الأربعة: جوانا، نادين، رانيا وفادي.

كبرت جوانا في ظل الموسيقى، فدرست في المعهد العالي للموسيقى، وشاركت في مسابقات فنية عدة، فازت في بعضها، مؤكدة منذ البداية موهبتها الواضحة. لكن مدى جديتها حول مسيرتها الفنية لم يكن بنفس الوضوح عبر السنوات، فبين الحضور والغياب ثم محاولات العودة بخجل في كل حين، بقي جمهورها مشتتًا.

ستوديو الفن .. الانطلاقة الذهبية انطلقت جوانا نحو النجومية عام 1993، حين شاركت في برنامج استوديو الفن في فئة الأغنية الفلكلورية. لم تتجاوز التاسعة عشرة حينها، لكنها حازت على الميدالية الذهبية، وتبناها المخرج سيمون أسمر الذي توقع لها مستقبلاً باهرًا، فغيّر اسمها العائلي من "فلاح" إلى "ملاح"، ليكون اسمًا براقًا لفنانة شابة على أعتاب النجومية.

عام 1994 أصدرت ألبومها الأول "على كل بهواك" من إنتاج شركة دارين، وضم أغنيات مثل: "أنت أنت"، "أجمل قمرية"، "على كل بهواك"، "على ساعة الحب"، "مخبراشي"، "ما تيجو نسهر"، "تفرق معاك"، "ولا حد ثاني". كان الألبوم نقطة البداية لصوت لبناني يملك بحة خاصة وحضورًا جيدًا.

x

روتانا ورحلة الصعود السريع لم تنتظر جوانا طويًا حتى التقطتها أعين شركة روتانا التي وقعت معها عقدًا عام 1995، وأصدرت ثلاثة ألبومات.

الأول كان بعنوان "أصعب قرار" وصدر في نفس العام، وضم أغنيات تجمع بين اللهجتين اللبنانية والمصرية مثل: "عصفورك"، "أصعب قرار"، "مكدبتش خبر"، "أغلى حبايبك"، "صدفة لقيتك"، "معقولة حلاوتك".

في عام 1997 أصدرت ألبومها الثاني مع روتانا بعنوان غريب وهو "شيناناي" والمفارقة أن الأغنية كتبها مروان خوري ولحنها طارق أبو جودة، وضم الألبوم أغنيات مثل : "أمانة"، "أنت شو"، "يوبا يوبا"، "سألوني"، "ساكن روحي".

x أما ثالث وآخر ألبوماتها مع روتانا فكان بعنوان "لا مستحيل تنساني عام 1999، وضم أغنيات مثل : "زخ المطر"، "لابد تودعني"، "بردة"، "لا مستحيل"، "نور عيوني"، "أعشقك".

خلال هذه السنوات، برهنت جوانا على قدرتها على تنويع الأداء بين الأغنية الفلكلورية والحديثة، مؤكدة مكانتها بين الأصوات الشابة في لبنان والعالم العربي.

بين الفن الخليجي واللهجة المصرية بعد انتهاء عقدها مع روتانا، خاضت جوانا تجربة جديدة مع شبكة ART، حيث قدمت مجموعة من الفيديو كليبات الحصرية، ثم تعاقدت بعدها شركة ريناد السعودية في عام 2001، وأصدرت ألبوم "عليك عيني" وضم أغنيات هامة في مسيرتها أبرزها "قلبك عرف الغرام"، بالإضافة إلى أغنيات أخرى مثل "طير السما" و "طمنوني"، وكذلك أغنية "شنغليلي" الشعبية السورية، التي نجحت في إعادة تقديمها بصبغة حديثة رغم غرابة كلماتها.

في هذا الألبوم، شعرت جوانا أنها حققت شهرتها الحقيقية، وفقًا لتصريحاتها لجريدة "الشرق الأوسط" حينها حيث قالت : بدأت آخذ حقي في النجومية مع هذا الألبوم.

x

"هتفضل في قلبي" العودة القوية في عام 2003، أصدرت أغنية منفردة بعنوان "ما تغيب عني بشتقلك"، وعرض التلفزيون الأردني الأغنية بطريقة مونتاج جمعت لقطات لها مع العندليب عبد الحليم حافظ. كما شاركت في حفلات ومهرجانات عربية ودولية في لبنان، الأردن، سوريا، باكستان، ومصر، إلا أن إنتاجها الموسيقي الجديد بقى محدودًا.

عادت جوانا في 2006 بألبوم "هتفضل في قلبي" من إنتاج ميلودي، وهو الألبوم الذي مد جسور شهرتها إلى السوق المصري بتعاون مع نخبة من الشعراء والملحنين أبرزهم الراحل رياض الهمشري.

ضم الألبوم أغاني مثل: "هتفضل في قلبي"، "مني"، "ما تطلع"، "بيوعدوني"، "اسمعوا ملا خبرية"، "جوا عينيا"، "قربني ليك".

x وفي 2007، وقعت عقدًا مع شركة Q-Music التابعة لرجل الأعمال المصري نجيب ساويرس بعد انفصالها عن ميلودي، لكن التعاقد لم يكتمل بسبب التأخير في إصدار الأغاني، لتعود جوانا مرة أخرى إلى الاختفاء.

وفي عام 2008، أصدرت أغنية دينية "الله يا رحمن"، لتغيب بعدها عن الساحة الفنية، معللة الأمر بالظروف الشخصية والانتقال للعيش في أوروبا.

العودة الإنسانية والفنية في عام 2011، عادت جوانا إلى الساحة، وقدمت أغنية منفردة بعنوان "بالعطاء"، من كلمات رولا حويك ولحن ناجح الماجد، لتناشد العالم لدعم الأطفال المحرومين من التعليم والغذاء، وصورت الأغنية في رسالة إنسانية شديدة الصدق.

x هذه الخطوة لم تكتب لجوانا عودة فنية سريعة، بل بقيت بعيدة عن الساحة لتسع سنوات تقريبًا حيث عادت في أكتوبر 2020 من خلال نشيد "عربية"، الذي كتبته عام 2017، وأطلقته بعد انفجار مرفأ بيروت.

وفي فبراير 2022، أطلقت أغنية "أنت عود" والتي تميزت بالإيقاع الشعبي الشامي، ومن كلماتها وألحانها، ولكنها سعت لاستعادة بعضًا من حضورها، وكأنها تذكر الجمهور بمسيرتها التي لم فقدت وهجها عبر السنوات .

x

جوانا ملاح كانت نجمة شابة في التسعينيات ومطلع الألفية، امتلكت صوتًا رقيقًا ومرنًا، قادرًا على مزج الفلكلور بالحديث. رغم الغياب الطويل، تبقى حكايتها علامة استفهام تبحث عن إجابة: لماذا توقف صوت بهذه القدرات وهذا الحضور؟ ولكن في الواقع تبدو رحلة جوانا درسًا بأن النجومية لا تقتصر على الموهبة وحدها، بل تحتاج الاستمرارية والصبر وقليل من الحظ، فهل يحالفها الأخير مجددًا وتعود بقوة؟!


هذا المحتوى مقدم من بيلبورد عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بيلبورد عربية

منذ 5 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 30 دقيقة
موقع سائح منذ 5 ساعات
سي ان ان بالعربية - سياحة منذ ساعتين
العلم منذ 19 ساعة
موقع سفاري منذ 20 ساعة
سي ان ان بالعربية - منوعات منذ 10 ساعات
العلم منذ ساعة
موقع سائح منذ 6 ساعات
العلم منذ ساعتين