ساعات قليلة تفصل عن انطلاق النسخة الأكثر انتظارا في تاريخ كأس إفريقيا للأمم، والأنظار مشدودة إلى العاصمة الرباط، حيث بدأت، في هذه الأثناء من بعد ظهر اليوم الأحد، الوفود الجماهيرية تتقاطر في اتجاه مركب مولاي عبد الله، لحضور افتتاح العرس الكروي الإفريقي الكبير.
قبل صافرة البداية، لا شيء متروك للصدفة. تنظيم محكم، لمسات جمالية، وأجواء فرح تنبض بالحياة، توحي بليلة تاريخية استثنائية، يؤثثها حفل افتتاح ينتظر أن يكون خيالي، سيبهر العالم ويضع المغرب في قلب الحدث القاري من أوسع أبوابه.
خارج أسوار الملعب، كانت الصورة مختلفة ومتكاملة؛ جماهير تتوافد في سلاسة وهدوء، أهازيج وأعلام، وحضور أمني منظم يضبط حركة السير ويوجه التدفقات البشرية بانسيابية، في مشهد يعكس انضباطا لافتا قبل ساعات من انطلاق المباراة الافتتاحية التي ستجمع أسود الأطلس بمنتخب جزر القمر.
ومع بدء توافد الجماهير، بدت الجاهزية واضحة على مختلف المستويات. انتشار مكثف لعناصر الأمن بمختلف تلاوينهم في محيط الملعب، وتنزيل ترتيبات دقيقة ساهمت في تسهيل عملية الولوج إلى المدرجات دون تسجيل أي ارتباك، ما منح الجماهير إحساسا بالطمأنينة والأمان.
وفي هذا الإطار، وضعت المديرية العامة للأمن الوطني، بتنسيق مع مختلف المصالح الأمنية، مخططا أمنيا محكما، هدفه تأمين هذا الحدث القاري الكبير وضمان مروره في ظروف آمنة وسلسة، من خلال تأمين سلامة الجماهير والوفود الرسمية والرياضية، إلى جانب تأمين محيط الملعب والمداخل والمسالك المؤدية إليه.
هكذا، ومع اقتراب لحظة انطلاق صافرة البداية، بدا المشهد مكتمل الأركان. فرح في المدرجات، احترافية في التنظيم، وجاهزية أمنية عالية ليؤكد المغرب مرة أخرى قدرته على تحويل التظاهرات الكبرى إلى لحظات استثنائية تحفر في ذاكرة الكرة الإفريقية.
وكانت المديرية العامة للأمن الوطني، في إطار تعزيز الأمن الحضري بمناسبة المنافسات الرياضية القارية، قامت بإرساء نظام المراقبة الذكية بالكاميرات في كل من مدن الدارالبيضاء، وفاس، وأكادير، والرباط، ومراكش، وطنجة، بالإضافة إلى مدن بني ملال، ووجدة، وتطوان، ومكناس، والراشيدية، وورزازات، وكلميم، وتعميم 6000 كاميرا محمولة مزودة بمنصات للتدبير والتسجيل، لتغطية 75 موقعا ذا أولوية، سيما في محور الرباط الدارالبيضاء، ومراكش أكادير، وفاس طنجة، وهي التي ستشهد احتضان كأس أمم افريقيا لكرة القدم.
كما جهزت جميع الملاعب الرياضية التي تحتضن المباريات القارية بمفوضية للشرطة وبقاعة للقيادة والتنسيق بغرض تدبير التدخلات الأمنية داخل الملعب، والسهر على التطبيق الفوري والحازم للقانون في حق المخالفين.
وتعتزم مصالح الأمن الوطني تقييم تجربتها في تأمين منافسات كأس إفريقيا لكرة القدم المغرب 2025، وترصيد مختلف التجارب الناجحة والممارسات الأمنية الفضلى، بغرض دمجها في بروتوكول شامل للأمن والسلامة خاص بتأمين المنافسات الدولية الكبرى، وذلك استعدادا لاحتضان المملكة لكأس العالم 2030 لكرة القدم، بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
هذا المحتوى مقدم من Le12.ma
