ليونوف حالة خاصة في الأدب السوفياتي طوال القرن الـ20

ملخص على رغم أن النجاحات الكبرى في تلك الأزمنة كانت من نصيب الإبداع الدعائي الحزبي، فإن ليونوف لم يكن روائياً دعائياً على رغم كتابته داخل النظام السوفياتي، بل ظل مهموماً بسؤال الإنسان في مواجهة السلطة والتاريخ والطبيعة والمصير. في رواياته لا تظهر روسيا كدولة أيديولوجية فحسب، بل ككيان روحي وثقافي يمر دائماً باختبارات قاسية.

قد لا يكون الكاتب السوفياتي ليونيد ليونوف (1899-1994) واحداً من الكتاب الذين توسعت شهرتهم، وليس دائماً لأسباب أدبية، خارج حدود الإمبراطورية التي عاش هو بقدر ما عاشت وأكثر، لكنه بالتأكيد كان واحداً من المبدعين الأكثر شهرة في بلاده، ولا سيما من خلال روايتين كبيرين له نالتا من المجد والمكانة ما جعلهما تقارنان بما لا يقل عن شوامخ دوستويفسكي وتولستوي. والروايتان اللتان نشير إليهما هنا هما "اللص" التي صدرت باكراً منذ عام 1927 و"الغزو الروسي" التي تأخرت عن تلك بنحو ربع قرن، وكان هذا التأخر طبيعياً لأن الرواية تناولت موضوعاً بالغ الخطورة والأهمية والراهنية هو موضوع "الحرب الوطنية الكبرى"، وهو الاسم الذي أطلقته الشعوب السوفياتية على الحرب العالمية الثانية.

LIVE An error occurred. Please try again later

Tap to unmute Learn more في نهاية الأمر لم يكن بمقدور "الغزو" أن تكتب وتصدر إلا في ظروف الحدث الراهن الكبير الذي تعبر عنه. والحقيقة أن هذا يدفعنا إلى طرح السؤال المباشر: ترى هل يمكن لأحد أن يحصي عدد الروايات التي صدرت عن تلك الحرب، بل أكثر من ذلك: عدد الأعمال الفنية التي تناولتها؟ يبدو الأمر مستحيلاً، لكن في انتظار أن تصدر بعد الحرب بسنوات طويلة رواية "الحياة والمصير" للمنشق، على رغم عنه، فاسيلي غروسمان، كانت رواية ليونوف "الغزو"، تكاد تكون فريدة من نوعها وبالنسبة إلى مكانها في الوجدان الروسي، وذلك لتميزها الذي لم يضاهه أي تميز لأية رواية أخرى. وهو ما يدفعنا إلى التوقف عندها هنا بالنظر إلى أنها، على رغم كل التقلبات، وعلى رغم سقوط أصنام ونصب وموت أساطير وانبلاج أخرى في تاريخ الأدب السوفياتي في القرن الـ20، بقيت لها مكانتها ولا يزال الروس يقرأونها وربما يطرحون من حولها أسئلة عديدة يتعلق معظمها بالعناصر التي تجعل لها فرادتها وكينونتها.

في قلب السؤال الأكبر حين كتب ليونيد ليونوف روايته "الغزو" كان يضع نفسه في قلب السؤال الكبير الذي شغل الأدب الروسي طوال النصف الأول من القرن الـ20: كيف يمكن لوطن ممزق بين حرب أهلية وثورة عاصفة، وغزوات خارجية، أن يستعيد تعريفه ذاته؟ ليونوف الذي رأى في الأدب مختبراً روحياً قبل أن يكون خطاباً سياسياً، صاغ في هذه الرواية، وبحسب المؤرخين، عملاً بطاقة فكرية ودرامية تجعلها أقرب إلى أن تكون ملحمة وجودية عن شعب يقف على حدود الفناء، مصراً في الوقت نفسه على أن يكون.

ومن هنا لا يتعامل ليونوف مع الغزو الألماني لروسيا باعتباره مجرد حدث عسكري، بل بكونه اختباراً لجوهر الإنسان الروسي. فالشخصيات التي نتابعها -سواء كانت جنوداً أو مدنيين أو مقاومين- لا تقدم كأبطال خارقين بل كأفراد عاديين يجدون أنفسهم فجأة في مواجهة عالم ينهار. وفي هذا التصور من الواضح أن أصداء دوستويفسكي ليست بعيدة، وكذلك الحال مع أصداء تولستوي. ولكن في هذه النقطة بالذات ليس من المجازفة القول إن ليونوف يذهب أبعد من سلفيه الكبيرين: هو لا يريد الكشف عن "مأزق الإنسان"، بل بالتحديد عن قابلية الروح الروسية لاختراع ذاتها تحت الضغط.

ومن هنا فإن الحرب ليست مجرد كارثة، بل فرصة قصوى لتعرية البنى الأخلاقية والثقافية التي.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 4 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 5 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 12 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 17 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 5 ساعات
قناة العربية منذ 17 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 22 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 20 ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ ساعتين