لا مجال للاصطفاف خلف «مشخّصاتي» كذّاب يسوق الأكاذيب بلا حياء، ويمارس الافتراء بلا برهان، ويختلق العداوات الوهمية ليطمس فضائحه وسقطاته، كما هو «ونيس»، الذي سقط قناعه المزيف أمام المصريين قبل سواهم وهو يزجر ويتعالى على مُسن طحنته الحياة ليكون سائقاً له، ليتركه يركض خلفه بكل غطرسة ودون رحمة أمام جمهور لم يسلم هو الآخر من عنجهيته.
«صبحي الكذاب» عملٌ لا يحتاج تعباً ولا كاميرا ولا أخلاق مهنة، فكل أدواته جاهزة؛ ادّعاءٌ يتقدّم المشهد، وضجيجٌ يحلّ محلّ الدليل، وسيناريو خطابَ مثاليةٍ مصطنع، وقطيعٌ من الحمقى المطبلين للباطل.
في هذا الفيلم، لا نرى فناناً يناقش فكرة، بل «مشخّصاتي» يختبر إلى أي حدّ يمكن تمرير الحكاية بلا إثبات على السذج، ثم - حين يضيق السرد - ينقلب إلى متاجرة بالوطنية، والاستعانة بلغةٍ عنصرية واتهاماتٍ واسعة؛ لخلق عدوٍّ وهمي يبرّر الفشل الداخلي الذريع له ولتاريخه وأخلاقه.
هكذا يُدار العرض؛ بطولةٌ لفظية، أرقامٌ متبدّلة كاذبة، خصوماتٌ مصطنعة، وقطيعٌ يُستدعى للتصفيق قبل التفكير. وما بين مشهد وآخر، يسقط القناع؛ فالمثالية التي ترفع شعاراً، تفضحها لغةٌ تعيسة وفكرٌ ساقط، ويغدو الادّعاء فناً قائماً بذاته، لا يحتاج سوى جمهورٍ يُطالَب بالإيمان لا بالتحقّق.
وهنا يبدأ تفكيك هذا.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة عكاظ
