زاد الاردن الاخباري -
تناول تقرير لصحيفة "إزفستيا" الروسية الاحتجاجات الحاشدة التي نظمها المزارعون في الاتحاد الأوروبي، حيث أشعلوا الإطارات واقتحموا الحواجز بالجرارات ورشقوا الشرطة بالحجارة والبيض، بينما ردت قوات الأمن بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
واستعرضت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي 21"، قائمة الشكاوى الطويلة التي تراكمت لدى المزارعين، بدءاً من "الأجندة الخضراء" وصولاً إلى البيروقراطية المفرطة، وذلك تزامنا مع مناقشات في بروكسل لتسهيل استيراد المنتجات من دول أميركا اللاتينية، وهو ما يثير التساؤل عما إذا كان هذا الوضع سيشكل حافزاً لأزمة اقتصادية وسياسية أوسع في الاتحاد الأوروبي.
ربحوا المعركة.. لا الحرب
وقالت الصحيفة إن الأحداث التي شهدتها بروكسل في 18 ديسمبر/كانون الأول كشفت عن انقسام عميق داخل الاتحاد الأوروبي؛ فقد أغلق آلاف المزارعين من 27 دولة الحي الأوروبي، احتجاجا على الاتفاقية مع "ميركوسور"، وهي الكتلة التجارية التي تضم الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل وباراغواي والأوروغواي.
ونقلت عن مزارع بلجيكي مشارك في الاحتجاج قوله للصحفيين: "نحن هنا لنقول لا لميركوسور"، معربا عن شكوكه في محاولة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تمرير الصفقة بالقوة.
وقد انتهت الاحتجاجات باشتباكات مع الشرطة، حيث استخدمت قوات الأمن خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع. وفي المقابل، رشق المزارعون الشرطة بالحجارة والبطاطس والبيض. وحاولت عدة جرارات اختراق الحواجز التي وُضعت لحماية مباني مؤسسات الاتحاد الأوروبي، ولم تنته الاضطرابات إلا بحلول المساء.
وأوضحت الصحيفة خلفية الاتفاقية، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يتفاوض مع التكتل الجنوب أميركي منذ 25 عاماً. وتفرض دول "ميركوسور" حالياً رسوم استيراد مرتفعة تصل إلى 35% على السيارات والملابس، و14-18% على قطع الغيار، وما يصل إلى 14% على المستحضرات الصيدلانية.
ويكمن جوهر الاتفاقية مع الاتحاد الأوروبي في التخفيض التدريجي للرسوم الجمركية على حوالي 90% من بنود السلع في التجارة المتبادلة.
وبينته أنه على الرغم من أن الوثيقة مفيدة للمجموعات الصناعية في الاتحاد الأوروبي لأنها تفتح أسواقاً جديدة للتصريف، إلا أن الأمر يبدو أكثر تعقيداً بالنسبة للمزارعين لعدة أسباب. أولاً، يستورد الاتحاد الأوروبي منتجات زراعية من دول "ميركوسور" أكثر مما يصدر إليها. ثانياً، يعمل المنتجون في أميركا الجنوبية وفق معايير بيئية مختلفة، مما يخلق ظروف منافسة غير متكافئة.
وفي الوقت الحالي، قررت بروكسل التوقف مؤقتاً، حيث تم تأجيل توقيع الوثيقة إلى العام المقبل. ونقلت الصحيفة عن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قولها: "نحن بحاجة إلى بضعة أسابيع أخرى لتسوية عدد من القضايا مع الدول الأعضاء، وقد تواصلنا مع شركائنا في ميركوسور واتفقنا على تأجيل التوقيع قليلاً".
وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي أندريه ستاريكوف في حديثه لصحيفة "إزفستيا" أن قرار المفوضية الأوروبية لم يفتح سوى نافذة زمنية لمزيد من الضغط وتنشيط معارضي الصفقة. وبهذا المعنى، يمكن للمزارعين تسجيل انتصار صغير، لكن الصراع استراتيجياً لم يختف.
الأجندة الخضراء في مواجهة المزارعين
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن احتجاجات المزارعين في الاتحاد الأوروبي أصبحت أمراً مألوفاً. ففي عام 2023، طالبوا بكبح ارتفاع أسعار الوقود والأسمدة، التي كانت تُستورد أيضاً من روسيا. وفي عام 2024، جرت مسيرات واسعة النطاق في بولندا ضد استيراد وعبور الحبوب والسكر واللحوم الأوكرانية.
وأوضح إيغور راستورغويف، كبير المحللين في "إي ماركتس"، لصحيفة "إزفستيا" أن المشكلة الرئيسية تكمن في أن المزارعين الأوروبيين وجدوا أنفسهم بين فكي كماشة من المتطلبات المتناقضة.
وأضاف الخبير، "من ناحية، تشدد بروكسل المعايير البيئية من خلال المسار الأخضر، مما يزيد من تكاليف الإنتاج. ومن ناحية أخرى، يضطرون للتنافس مع الواردات من البلدان التي لا توجد فيها مثل هذه القيود".
وقد بدأت.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من زاد الأردن الإخباري
