إنه قرار تاريخي بكل ما للكلمة من معنى. اعتدنا على فكرة اغلاق مصنع في اليابان او الولايات المتحدة او حتى في اوروبا، لكن ليس لصانع ألماني في ألمانيا . الخبر جاء كالصاعقة لأن إغلاق مصنع فولكسفاغن في دريسدن لا يمثل مجرد قرار تشغيلي عابر، بل تحوّلاً عميقاً في نموذج الصناعة الألمانية بأكمله. للمرة الأولى منذ 88 عاماً، تغلق فولكسفاغن مصنعاً على الأراضي الألمانية لتسرح معه نحو 35,000 موظف من الآن لغاية العام 2030. هذا ليس مجرد إعادة هيكلة رمزية، بل اعتراف بنيوي بأن الافتراضات التي بنت عليها أوروبا تفوقها الصناعي لم تعد صالحة في البيئة الحالية.
ما الذي يحدث خلف المشهد؟
لسنا نتحدث فقط عن إغلاق مصنع، بل عن عوامل أعمق غير مرئية للعامة. هناك قوى أو ضغوط تجتمع معاً وتدفع شركات السيارات التقليدية مثل فولكسفاغن إلى إعادة التفكير في استراتيجيتها. هذه الضغوط تعيد تشكيل مستقبل صناع السيارات التقليدين. ما يعني بصياغة مبسطة أن ما يحدث ليس مجرد قرار منفصل، بل نتيجة لثلاثة ضغوط رئيسية تتراكم في الخلفية لتغيير قواعد اللعبة في صناعة السيارات التقليدية:
1- اقتصاديات السيارات الكهربائية مختلفة جذرياً
ما تزال أرباح الهوامش في السيارات الكهربائية هشة للغاية بسبب:
- التكلفة العالية لسلاسل توريد البطاريات والمعادن النادرة.
- تباطؤ تبني المستهلك مقارنة بالتوقعات.
- المنافسة الصينية المتصاعدة في فئة السيارات الكهربائية المتوسطة السعر.
- الإنفاق الرأسمالي الضخم على منصات الكهرباء والبرامج.
كذلك أشير الى أن قوة فولكسفاغن التاريخية المتمثلة بالإنتاج على نطاق واسع تحولت إلى عبء عندما يكون الطلب أسرع من قدرة الشركة على تعديل هيكل تكاليفها.
2- انهيار نموذج اليقين الصناعي الألماني
كلنا ندرك تماماً أن ألمانيا كانت ترمز دائماً إلى:
- أمان وظيفي طويل الأمد.
- دورات طلب يمكن التنبؤ بها.
- تحسينات صناعية تدريجية.
والآن هذه الركائز تتصدع. حين تبدأ.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة السومرية




