مع انخفاض درجات الحرارة الملحوظ ودخولنا في ذروة فصل الشتاء، يزداد انتشار العدوى الفيروسية والتنفسية التي تلاحق الكبار والصغار على حد سواء، ويبرز "السعال" أو الكحة كعرض مشترك ومزعج يثير التساؤلات حول طبيعته ومدى خطورته، وما إذا كان مجرد رد فعل طبيعي للجسم أم مؤشرًا على مضاعفات قد تصل إلى الرئة؛ لذا نفتح هذا الملف لنستكشف الحدود الفاصلة بين الكحة البسيطة وتلك التي تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا.
أسباب كحة الشتاء قال الدكتور أمجد الحداد، استشاري أمراض الحساسية والمناعة، إن كحة الشتاء في أغلب الأحيان تكون ناتجة عن تهيج في الجهاز التنفسي العلوي نتيجة الإصابة بنزلات البرد أو الإنفلونزا الموسمية، موضحًا أن الجسم يستخدم السعال كآلية دفاعية طبيعية لطرد الأجسام الغريبة أو البلغم المتراكم في الشعب الهوائية، وبالتالي لا يجب الانزعاج منها في أيامها الأولى طالما كانت بسيطة وغير مصحوبة بأعراض وخيمة تمنع المريض من ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي.
الحساسية الموسمية والعدوى الميكروبية وأضاف استشاري الحساسية والمناعة، أن هناك فارقًا جوهريًا بين الكحة الناتجة عن الحساسية الموسمية وتلك الناتجة عن العدوى الميكروبية، حيث إن كحة الحساسية غالبًا ما تكون جافة وتزداد حدتها في فترات الليل أو الصباح الباكر، أو عند التعرض لتيارات هواء باردة بشكل مفاجئ، بينما تكون الكحة المرتبطة بالعدوى الفيروسية مصحوبة بارتفاع في درجات الحرارة وآلام في العظام وإرشاد عام في كافة أنحاء الجسم، مما يتطلب بروتوكولًا علاجيًا مختلفًا تمامًا.
ماذا نفعل في حالة استمرار الكحة لأكثر من 10 أيام؟ أكد الدكتور أمجد الحداد على ضرورة الانتباه إلى "العلامات الحمراء" التي تستوجب القلق، مشيرًا إلى أن استمرار الكحة لأكثر من عشرة أيام دون تحسن، أو تحولها إلى كحة شديدة تعيق القدرة على النوم أو الكلام، يعد مؤشرًا قويًا على وجود التهاب قد انتقل من الجهاز التنفسي العلوي إلى الرئتين، وهو ما يعرف بالنزلة الشعبية أو الالتهاب الرئوي، وفي هذه الحالة يصبح الصمت على العرض مخاطرة كبيرة بسلامة الجهاز التنفسي.
وأشار إلى أن نوعية البلغم المصاحب للكحة يمكن أن تكشف الكثير عن طبيعة المرض، حيث إن البلغم الشفاف أو الأبيض غالبًا ما يشير إلى عدوى فيروسية بسيطة أو حساسية، بينما يشير البلغم الملون بالأصفر أو الأخضر إلى وجود نشاط بكتيري قد يحتاج إلى تدخل بالمضادات الحيوية تحت إشراف طبي دقيق، محذرًا من الانسياق وراء الوصفات المنزلية أو الأدوية العشوائية التي قد تخفي الأعراض دون علاج السبب الحقيقي الكامن وراءها.
إقرأ أيضا
برودة الطقس وجفاف.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من بوابة الأهرام
