اتّسعت الفجوة بين مبيعات المنازل الفاخرة في لندن ودبي هذا العام، إذ تتجه العاصمة البريطانية لتسجيل أسوأ أداء لها منذ 2020، في حين تجاوزت دبي بالفعل الأرقام القياسية التي تحققت خلال الطفرة الممتدة بعد الجائحة.

وتُظهر بيانات شركة الوساطة «سافيلز» أن مبيعات المساكن التي تتجاوز قيمتها 5 ملايين جنيه إسترليني خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025 تراجعت بنسبة 18% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ما يضعها على مسار تسجيل أدنى مستوى منذ إغلاق لندن بسبب «كوفيد-19». وخلال تلك الفترة، جرى بيع نحو 120 منزلاً بقيمة 10 ملايين دولار أو أكثر في لندن، أي ما يعادل قرابة ثلث عدد الصفقات المسجّلة في دبي، وفق بيانات «نايت فرانك».

وبحسب تقرير «نايت فرانك» العالمي للعقارات فائقة الفخامة، تتفوّق دبي بوضوح على لندن في عدد المنازل التي تتجاوز قيمتها 10 ملايين دولار.

استطلاع: السوق العقارية البريطانية لن تنتعش قبل الربيع المقبل

وقالت بيكي فاتيمي، الشريكة التنفيذية في «يو كيه سوذبيز إنترناشونال ريالتي»: «أمضت الحكومة أشهراً تطرح أفكاراً أثارت القلق لدى كل من يفكّر بالشراء أو البيع في الشريحة العليا من وسط لندن الراقي». وأضافت أن الضغوط لا تقتصر على القمة فقط، إذ أظهرت بيانات رسمية أن أسعار المنازل في لندن انخفضت للشهر السادس على التوالي في أكتوبر، في أطول موجة تراجع منذ الأزمة المالية العالمية.

صورة مغايرة في دبي

في المقابل، تبدو الصورة مختلفة تماماً في دبي، حيث قادت المجتمعات السكنية الفاخرة موجة الارتفاعات السعرية. وارتفعت القيم العقارية بنحو 70% منذ نهاية 2019، مع استحواذ المشترين البريطانيين على حصة معتبرة من الصفقات. وبلغ عدد سكان المدينة أربعة ملايين نسمة في وقت سابق من هذا العام، وقد يرتفع إلى خمسة ملايين بحلول 2030، بحسب «سافيلز»، ما يشير إلى أن الزخم لا يزال يملك مجالاً للاستمرار.

ورغم ذلك، يطلق خبراء القطاع تحذيرات متكررة. وقالت «نايت فرانك» في تقرير حديث: «كما هو الحال في أي دورة، هناك دائماً بداية ووسط ونهاية. وبعد موجة صعود غير متنازع عليها امتدت خمس سنوات، بدأنا نلاحظ تباطؤ وتيرة الارتفاعات الفصلية».

فرصة للشراء.. الركود يسود سوق العقارات في لندن

دبي مركز صناديق التحوّط

ومن المتوقع أن يتلقى تدفق المقيمين الأجانب الذي غذّى طفرة العقارات في دبي دفعة جديدة. إذ تعتزم «سيتادل» التابعة لكين غريفين افتتاح مكتب في دبي، لتصبح من آخر صناديق التحوّط الكبرى التي تؤسس حضوراً لها في الإمارات.

وتخطط الشركة، التي تدير أصولاً بنحو 72 مليار دولار، لإطلاق المكتب في المركز المالي للإمارة العام المقبل، لتنضم إلى نظرائها من صناديق التحوّط التي توسّع وجودها بشكل متزايد في دبي وأبوظبي.

وقال جيرالد بيسون، المدير التنفيذي للعمليات في «سيتادل»، إن مكتب دبي «سيوفر لقاعدة المواهب القوية في المنطقة فرصاً جذابة لتطوير مسيرتهم المهنية معنا».

ومن شأن هذه الخطوة أن تعزّز قدرات «سيتادل» على التداول على مدار الساعة، وأن تعمّق علاقاتها مع شركات تتمتع بالفعل بحضور كبير في منطقة الخليج.

هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس