أعلنت المفوضية الأوروبية، يوم الاثنين، فتح تحقيق رسمي لتقييم مدى توافق خطة الدعم الحكومية التي قدمتها جمهورية التشيك لبناء وتشغيل وحدتين نوويتين جديدتين مع قواعد الاتحاد الأوروبي الخاصة بمساعدات الدولة. وأوضحت المفوضية أن التحقيق يستهدف التحقق مما إذا كانت التدابير المقترحة، رغم دعمها لنشاط اقتصادي استراتيجي، قد تؤدي إلى تشويه المنافسة داخل السوق الأوروبية الموحدة.
وكانت براغ قد تقدمت في أكتوبر تشرين الأول 2025 بمخطط دعم رسمي لمشروع توسعة محطة دوكوفاني النووية الواقعة جنوب البلاد.
خطة التشيك النووية بحسب الخطة، تعتزم الحكومة التشيكية منح قرض منخفض الفائدة تتراوح قيمته بين 23 و30 مليار يورو لتغطية تكاليف بناء المفاعلين الجديدين.
كما يتضمن المقترح إنشاء آلية تضمن حداً أدنى لسعر الكهرباء المنتجة من المحطة لمدة تصل إلى 40 عاماً، بما يوفر إيرادات مستقرة لمشغل المشروع.
وتعود ملكية تشغيل المشروع إلى ائتلاف «إي دي يو» EDU II، الذي تمتلك الحكومة التشيكية حصة تبلغ 80% فيه، وهو ما يعزز الطابع الاستراتيجي للاستثمار، لكنه في الوقت نفسه يثير تساؤلات تنظيمية بشأن حجم ونطاق الدعم الحكومي.
وقالت المفوضية في بيانها إن الدعم «يسهم في تسهيل تطوير النشاط الاقتصادي»، إلّا أنها أعربت عن قلقها من أن آلية ضمان الأسعار المقترحة قد لا تكون متوافقة بالكامل مع قواعد مساعدات الدولة المعمول بها في الاتحاد الأوروبي، ما يستدعي فتح تحقيق معمّق قبل إقرار الخطة.
ويأتي هذا التطور بعد أن وقّعت جمهورية التشيك في يونيو حزيران 2025 عقداً بقيمة 16 مليار يورو مع شركة كوريا للطاقة النووية (KHNP) لتشييد المفاعلين، في واحدة من أكبر الصفقات النووية في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، ومن المقرر أن تبدأ أعمال البناء في عام 2029، على أن تدخل أول وحدة مرحلة التشغيل التجاري في 2036.
تحول في أهداف الطاقة يُعد المشروع استثماراً تاريخياً لدولة يبلغ عدد سكانها نحو 10.9 مليون نسمة، في إطار تحول أوسع في سياسة الطاقة، إذ تسعى التشيك إلى تقليص اعتمادها على الفحم وتعزيز أمن الطاقة.
كما نجحت البلاد خلال الفترة الأخيرة في تحقيق استقلال كامل عن واردات النفط والغاز الروسيين، ما يرفع من أهمية
الطاقة النووية كمصدر مستقر ومنخفض الانبعاثات.
ومن المنتظر أن تتابع الأسواق والمستثمرون نتائج التحقيق الأوروبي عن كثب، في ظل تزايد لجوء دول الاتحاد إلى الطاقة النووية كجزء من مساعي تحقيق الحياد الكربوني وضمان أمن الإمدادات على المدى الطويل.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
