أعلنت شركة «غوغل» عن تحديث كبير لتطبيق (Google Translate) يتضمن ميزة ترجمة الكلام في الوقت الحقيقي عبر أي سماعات رأس متصلة بهاتف أندرويد، دون الحاجة إلى أجهزة معينة. وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود «غوغل» المستمرة لكسر الحواجز اللغوية وجعل التواصل متعدد اللغات أسهل وأكثر سلاسة للمستخدمين حول العالم. ويتاح التحديث بشكل تجريبي حاليًا في عدد من المناطق، مع خطط لتوسيعه إلى المزيد من الأجهزة والمنصات خلال الربع الأول من العام المقبل.
ترجمة مباشرة
الميزة الأساسية في التحديث الجديد هي القدرة على سماع الترجمة الصوتية بشكل مباشر داخل السماعات بينما يتحدث شخص آخر بلغة مختلفة. إذ يمكن للمستخدمين ارتداء أي سماعة رأس، وتشغيل تطبيق (Google Translate) على هواتفهم بنظام أندرويد، ثم تفعيل خيار (Live translate) لتبدأ الترجمة الفورية إلى اللغة التي يختارونها. وتدعم هذه الميزة أكثر من 70 لغة متنوعة، مما يمكّن مستمعي المحتوى أو المشاركين في محادثات متعددة اللغات من فهم ما يُقال دون أن يكونوا بحاجة إلى معرفة مسبقة باللغات.
جودة الترجمة
إلى جانب ميزة الترجمة الصوتية، يأتي التحديث مع ترقية كبيرة لقدرات الترجمة النصية عبر دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي (Gemini) من «غوغل». وتعتمد هذه التحسينات الجديدة على فهم أعمق للغة، بحيث لا تقتصر الترجمة على الكلمات المفردة في الجملة، بل تمتد إلى السياق والمعاني الدقيقة، والتعابير الاصطلاحية، واللهجات المحلية. على سبيل المثال، ترجمة عبارات مجازية ستظهر بمعناها الحقيقي بدلا من الترجمة الحرفية غير المفهومة في كثير من الأحيان.
ويعني هذا أن التطبيق أصبح أكثر قدرة على إنتاج ترجمات طبيعية تشبه ما قد يصدر عن مترجم بشري، وهو تطور مهم لمحبي السفر والمحادثات متعددة اللغات والطلاب وغيرهم.
شاشة شفافة تقوم بالترجمة الفورية للزوار خلال معرض تقني عالمي بالصين.
أدوات تعلم اللغة
يشمل تحديث (Google Translate) أيضاً تحسينات في ميزات تعلم اللغة داخل التطبيق. فميزة (Practice)، التي تساعد المستخدم على التدرب على اللغات بطريقة تشبه تطبيقات تعلم اللغة، أصبحت متاحة الآن في المزيد من البلدان وتدعم لغات إضافية. وهذا يوفر للمستخدمين أدوات أكثر للتعلم الذاتي وتوسيع مهاراتهم بطريقة سهلة وتفاعلية. ومع كون بعض هذه الميزات لا تزال في مراحلها التجريبية، فإن «غوغل» تشجع المستخدمين على تقديم ملاحظاتهم مباشرة من داخل التطبيق لتحسين التجربة قبل الإصدارات النهائية.
التحديات والخصوصية
رغم الإمكانات الكبيرة التي تقدمها ميزة الترجمة الصوتية الحية، تشير غوغل إلى أن التجربة لا تزال في مراحلها الأولى وقد تواجه بعض التحديات، خصوصاً في البيئات الصاخبة أو عند استخدام لهجات محلية سريعة. كما تعتمد دقة الترجمة على وضوح الصوت وجودة الاتصال بالإنترنت، ما قد يؤثر في الأداء في بعض الحالات.
وفيما يتعلق بالخصوصية، أكدت غوغل أن معالجة الصوت تتم وفق سياسات الأمان المعتمدة لديها، مع التركيز على حماية بيانات المستخدم وعدم تخزين المحادثات الشخصية دون إذن.
وتؤكد الشركة أن هدفها هو تحقيق توازن بين الابتكار التقني والحفاظ على ثقة المستخدمين، خاصة مع ازدياد الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية.
هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس
