هندسة التضليل: خطاب إنساني مزيّف بـ14 مليون وصول محتمل.. بلا حدث حقيقي هكذا صُنعت الحملة الرقمية ضد ميناء عدن والسعودية وبشكل عاجل

وسمان وسردية واحدة: تضليل مزدوج لاشاعة اغلاق ميناء عدن

شهدت الساحة الرقمية اليمنية خلال الأيام الماضية اطلاق وسمين تضليلية متزامنة"#ميناء_عدن_شريان_الغذاء و #السعوديه_تعطل_السفن_لعدن " حصلت على رواج وانتشار واسع وتفاعلات كبيرة في أوساط المستخدمين على منصة إكس بعد إطلاق دعوات واسعة للمشاركة في الحملة الإلكترونية من قبل حسابات وهمية أغلبها تدعم وتؤيد المجلس الانتقالي الجنوبي وأخرى مؤدلجة متداخلة في الحملتين، مكثفة من إعادة التغريد أكثر من عدد التغريدات نفسها التي لم تستند إلى أي أدلة تثبت إغلاق ميناء عدن.

عملت منصة مسند على تحليل الحملات الإلكترونية التي انطلقت هاشتاقاتها بالتزامن في وقت واحد وخلال يوم واحد، حيث تصدر الوسمان "#ميناء_عدن_شريان_الغذاء و"#السعودية_تعطل_السفن_لعدن" النقاش على منصة (إكس)، بعدما حققا معًا أكثر من 11 ألف منشور وأكثر من 50 ألف تفاعل، بوصولٍ تراكمي تجاوز 14 مليون وصول محتمل، في زخم رقمي غير تدريجي قاده خطاب سلبي تجاوز 87% في كلا الوسمين.

زخم رقمي مفاجئ

سجّل وسمَا #السعوديه_تعطل_السفن_لعدن و#ميناء_عدن_شريان_الغذاء نشاطًا رقميًا لافتًا خلال فترة زمنية وجيزة، بعدما شهدا قفزة مفاجئة في حجم النشر والتفاعل خلال ساعات محدودة، دون أي تصاعد طبيعي معتاد.

ووفق بيانات الرصد، بلغ عدد المنشورات المرتبطة بالوسمين نحو 11.6 ألف منشور، محققة أكثر من 59.4 ألف تفاعل، مع وصول محتمل تجاوز 14 مليون مستخدم. هذا التزامن في الارتفاع الحاد يعكس نمط ضخ مكثف للمحتوى، يُلاحظ عادة في الحملات المنسّقة، لا في التفاعل العضوي.

وتشير المؤشرات إلى أن هذا الزخم لم يكن مدفوعًا بحدث جديد، بل نتج عن إعادة تداول الادعاء نفسه بصيغ متعددة خلال نافذة زمنية ضيقة، بهدف فرض حضوره في الفضاء الرقمي قبل إتاحة المجال للتحقق أو ظهور روايات مضادة.

ورغم توظيف مكثف للإطار الإنساني عبر مفردات الغذاء والدواء وحقوق الإنسان، تحولت القضية سريعًا إلى سردية سياسية تعبويّة استمرت في الانتشار رغم صدور نفي رسمي ينفي حدوث التعطيل لحركة الملاحة في ميناء عدن، ما يجعل الحملة نموذجًا لهندسة تضليل سياقي تعتمد على الكثافة والسرعة وتعدد الصيغ لترسيخ الانطباع العام بدل الاستناد إلى وقائع مثبتة.

انطلاق الحملتين: تزامن محسوب ورسالة واحدة بصيغتين

انطلقت حملة #السعوديه_تعطل_السفن_لعدن بالتزامن الزمني ذاته تقريبًا مع إطلاق وسم #ميناء_عدن_شريان_الغذاء وذلك يوم 16 ديسمبر 2025 خلال ساعات المساء، حيث أظهرت بيانات الرصد أن الذروة الأولى للتفاعل على الوسمين حدثت خلال النافذة الزمنية نفسها، وبمشاركة مجموعة متداخلة من الحسابات. هذا التزامن لا يعكس مسارين منفصلين للنقاش، بل يكشف عن إطلاق مزدوج محسوب لسردية واحدة جرى توزيعها على وسمين مختلفين؛ أحدهما يروّج لادعاء تعطيل السفن، والآخر يعيد إنتاج الرسالة ذاتها بصيغة إنسانية توحي بوجود تهديد غذائي. ويشير هذا النمط إلى هندسة متعمدة للحملة، هدفت إلى توسيع دائرة الانتشار وتعزيز قابلية التصديق عبر خلق انطباع زائف بوجود نقاشين مستقلين، رغم أن المعطيات الفعلية والنفي الرسمي يؤكدان عدم وقوع أي تعطّل في حركة السفن إلى ميناء عدن.

خطاب متعدد يخدم سردية واحدة

أظهرت بيانات تحليل المشاعر أن الخطاب السلبي هيمن بشكل كاسح على كلا الوسمين. ففي وسم #السعوديه_تعطل_السفن_لعدن بلغت نسبة المحتوى السلبي نحو 87.9% مقابل 2.4% فقط محتوى إيجابي، ما يعكس تركيزًا واضحًا على الاتهام والتصعيد دون طرح معلومات موثقة. وبالمثل، سجّل وسم #ميناء_عدن_شريان_الغذاء نسبة سلبية قاربت 87.1% مقابل 1.2% محتوى إيجابي، رغم تقديمه ظاهريًا بصيغة إنسانية. هذا التقارب اللافت في نسب السلبية بين الوسمين يؤكد أن كليهما خدم السردية ذاتها، وأن الاختلاف اقتصر على الشكل اللغوي لا المضمون، حيث جرى استخدام خطاب إنساني في أحدهما لتوسيع التأثير، دون تغيير جوهر الرسالة الاتهامية المرتبطة بادعاء غير مثبت حول تعطّل السفن.

تمركز صناعة المحتوى مقابل اتساع دائرة إعادة النشر

رغم أن الوسمين #السعوديه_تعطل_السفن_لعدن و #ميناء_عدن_شريان_الغذاء حققا آلاف المنشورات ووصولًا تراكميًا تجاوز 14 مليون، تُظهر بيانات المؤلفين أن إنتاج المحتوى الأصلي تمركز في عدد محدود من الحسابات، بينما جاء الجزء الأكبر من الانتشار عبر دائرة أوسع من الحسابات التي انخرطت في إعادة النشر والتفاعل دون أن تكون ضمن صُنّاع المحتوى الأساسيين. هذا التفاوت بين ضيق قاعدة الإنتاج واتساع قاعدة التوزيع يعكس نمط تضخيم يعتمد على ضخ سردية موحدة من نقاط إنتاج قليلة، ثم تعميمها بسرعة عبر شبكات إعادة النشر، بما يمنح الانطباع بانتشار جماهيري واسع، رغم أن الرسائل الأساسية ظلت صادرة عن مجموعة محددة من الحسابات. ويُعد هذا الأسلوب مؤشرًا شائعًا في الحملات المؤطرة سياسيًا، حيث تُستخدم إعادة النشر كأداة لتكبير الصوت لا لتوسيع مضمون النقاش أو تنويعه

نشاط مكثف لحسابات ذات سجل نشر مؤدلج

تُظهر قراءة أنماط المشاركة في الوسمين #السعوديه_تعطل_السفن_لعدن و #ميناء_عدن_شريان_الغذاء أن جزءًا معتبرًا من الزخم قادته حسابات تمتلك سجلًا سابقًا في تداول خطاب سياسي مؤدلج، حيث كثّفت هذه الحسابات النشر خلال نافذة زمنية قصيرة، وأعادت إنتاج السردية نفسها بصيغ متقاربة. ولم يقتصر دورها على التفاعل العابر، بل برزت كمحرّك أساسي للخطاب عبر الربط.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من مأرب برس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من مأرب برس

منذ 11 ساعة
منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 9 ساعات
عدن تايم منذ 12 ساعة
قناة عدن المستقلة منذ 4 ساعات
قناة عدن المستقلة منذ ساعتين
عدن تايم منذ 7 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ ساعة
عدن تايم منذ 12 ساعة
صحيفة عدن الغد منذ 11 ساعة
صحيفة عدن الغد منذ 53 دقيقة