إنها مجرد كلمة

كلمة عجوز تكهرب الجسد كلما سمعها البعض منا، خاصة النساء. أتذكر أن مرة خاطبني أحدهم بــ«يا حجة» وأنا لم أتجاوز حينها السادسة والعشرين من عمري! ليس لأن مظهري الخارجي كان يدل على ذلك، بل لأن المنادي على ما أظن، وأتمنى أن ظني كان صوابًا، كان يستخدم هذا اللقب مع كل امرأة يريدها أن ترد عليه وهي غير منتبهة له. كان الموقف في المطار وأراد المنادي لسبب أو لآخر أن يتأكد من أوراقي الرسمية، ليس مهما كيف تعاملت مع الموقف، لكن الذي حدث أنني انتفضت واستشطت غضًا لمجرد... كلمة!

أما اليوم ومع مرور السنين، أصبحت أنظر إلى التقدم في السن لا كعبء، بل كهدية رائعة، فمع كل عام يمر، أجد نفسي أكثر انسجامًا مع ذاتي؛ إنه أشبه بالاستيقاظ صباحًا وإدراك أن الشمس قد أشرقت على فصل جديد من الحياة، مليء بفرص الفرح والتأمل، وحتى بعض المرح!

من السهل أن ننشغل بالهموم التي غالبًا ما تصاحب التقدم في السن - أشياء مثل نسيان تواريخ المناسبات أو الأسماء؛ وهذه الأخيرة متلازمة معي منذ الصغر، وآلام المفاصل، وتلك الشعيرات البيضاء الصغيرة التي تظهر فجأة وتتكاثر كل يوم وكأنها تعاند كل مستحضرات الصبغات الأوروبية. ولكن ماذا لو احتفلنا، بدلًا من التركيز على هذه المخاوف، بالحرية التي تأتي مع عيش حياة طويلة؟ ففي النهاية، كل شعرة بيضاء رمز للصمود، وكل تجعيدة تحكي قصة ضحك وحب ودروس مستفادة... ليتني أصغي لنفسي وأهجر الصبغات التي أنهكت كل خصلة من خصلات رأسي!

كثيرًا ما أتأمل وأسترجع تاريخي مع الأصدقاء والأحباء الذين رحلوا مبكرًا، والذين لم تتح لهم الفرصة لتذوق روعة الحياة وتنوعها مع التقدم في السن، فهم لم يدركوا أن مع كل تجعيدة حكمة، ومع كل ألم تعاطف، ومع كل عام يمر حرية أن يكون المرء على طبيعته دون اعتذار... يا له من شعور! التحرر من مخاوف التقدم بالسن هو أن تعلم أنه لا توجد وصفة واحدة تناسب الجميع في الشيخوخة!

دعوني أحدثكم عن مغامراتي الليلية الأخيرة؛ لقد ولّى زمن الاهتمام بآراء الآخرين، فإذا أردتُ أن أستمع إلى تلك الأغنية التي كنت أستمع إليها في مراهقتي وأدندن معها بصوت لا يوجد به أي معالم للنغم في غرفة معيشتي حتى الثانية صباحًا، فلم لا؟ قد لا تصفق الجدران وربما يشتكي من خلفها، لكن روحي بالتأكيد تنتعش! وبعد أن تسطع الشمس بنورها، لا أتردد في النوم حتى الظهر، مستمتعةً بتلك اللحظات الدافئة في السرير مع كتاب أو من خلال إشباع رغبتي في متابعة الأحداث على منصة (X) وطبيعة ردود الفعل عليها باحثة عن كلمات مفتاحية تمكنني من الغوص في أعماق السايبر لأصل إلى جذور الحدث وتحليل كل معلومة (يجب أن أرضي غريزة المحقق كونان بداخلي) - كل ذلك دون أي شعور بالذنب، بل شعور بالنشوة خاصة كلما توصلت إلى اكتشاف تضليل، تجيش أو فبركات، صدقوني!

أما الشاطئ فهو صديقي المُفضّل لو استطعت إليها سبيلا، أصبح من أمنياتي أن أتمشى على طول الشاطئ، أشعر بالرمال تحت قدميّ والأمواج تُقبّل ساقيّ وهي تتلاطم حولي؛ فلا يزال شعور الغطس في مياه البحر يُضحكني كطفلة، سبحان الله كيف يعكس المحيط إيقاع.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن السعودية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الوطن السعودية

منذ ساعتين
منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 5 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 4 ساعات
صحيفة سبق منذ 14 ساعة
صحيفة الوطن السعودية منذ 5 ساعات
صحيفة سبق منذ 5 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 6 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 7 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 19 ساعة