الاعتراف بدولة الجنوب العربي: انتصارٌ لإرادة الشعب وضمانٌ السلام والاستقرار في المنطقة

4 مايو/ د. أمين العلياني

تظل دولة الجنوب العربي، بتاريخها الحضاري والثقافي والاجتماعي المميز، ونظامها الإداري وهويتها الثقافية الجنوبية وعلمها، شاهدًا حيًا على شرعية دولة كانت تمتلك سيادة كاملة، وكان معترفًا بها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وعلى المستويين الإقليمي والدولي. كما حظيت باعتراف واحترام دبلوماسي وسياسي من جميع الدول العربية والإسلامية الشقيقة والصديقة، لأنها ولدت من رحم ثورة تعدُّ من الثورات العربية الخالدة، التي انطلقت شرارتها من جبال ردفان الأبية في الرابع عشر من أكتوبر 1963م، ضد مستعمرٍ بغيض. وقدَّم شعب الجنوب خلال نضالٍ وكفاحٍ طويل، قوافلَ من الشهداء والتضحيات الجسيمة، لينال استقلاله الناجز في 30 نوفمبر 1967م.

وبعد تاريخٍ حافلٍ بالإنجازات على صُعد التنمية والتعليم والصحة والعدالة الاجتماعية وترسيخ مقوِّمات المجتمع المدني، شاءت المقادير في لحظةٍ عاطفيةٍ انفعاليةٍ، قادت إليها نخب الفكر القومي وطنيتهم المثالية، بالدخول في وحدة اندماجية غير ناضجة مع الجمهورية العربية اليمنية غير أنها لم تستمر طويلًا في مرحلتها الانتقالية، حتى أعلنت القوى الشمالية (العفاشية والإخوانية والقبلية، ومن جلبوهم من مجاهدي التظيمات الإرهابية من أفغانستان) على شنَّ حربٍ ظالمة في صيف 1994م، أنهت مشروع الوحدة في مهدها، وحوَّلت الجنوب إلى أرضٍ محتلة، انتهكت فيها حرمة الإنسان الجنوبي وأرضه، بالقتل والتدمير والإقصاء والتهميش، وتسريح قياداته المدنية والعسكرية، والاستيلاء على ممتلكات الدولة وثرواتها مما دفع قيادة الجنوب إلى إعلان فك الارتباط أو إنهاء الوحدة مع الشمال في 21 مايو 1994م، وناشدت قيادات الجنوب المجتمعين الدولي والإقليمي في التدخل لوقف الاحتلال، لكن القوات الغازية فرضت سيطرتها، وظل شعب الجنوب يرفض الأمر الواقع ويناضل ضده، رغم صدور قرارات دولية من مجلس الأمن برقم (924 و931) تنص على عدم جواز فرض الوحدة بالقوة .

وعلى آثار ذلك الاحتلال اليمني اللعين ظل شعب الجنوب يرزح تحت نير نظام يمني شمالي كهنوتي بغيض، مارَسَ ضد شعبنا وقيادتنا كل أشكال التمييز والتهميش والقتل والاغتيال والتهجير، واستولى على كل مقدرات الدولة من مصانع وموانئ ومطارات وأسلحة، بل جعل من الجنوب غنيمة حرب مفتوحة، مستمرًا في نهجه الاحتلالي، غير معترفٍ بحق شعب كان له دولة ذات سيادة، وله الحق في الدفاع عن نفسه واستعادة دولته.

وجاءت حرب مارس 2015م على الجنوب بنفس الأهداف القديمة وان اختلفت المسميات والايديولوجيات إلا أنها على شاكلتها الاحتلالية وتجسيد مبدأ ضم الفرع إلى الأصل، فإذا كانت حرب 1994م قد شُنَّت تحت حجة محاربة الشيوعيين، فإن حرب 2015م قد تذرعت بمحاربة الدواعش والإرهابيين. ونظرًا لتلك الحروب التي غزت بها قوى الشمال الجنوب بمختلف توجهاتها إلا أن الجنوب بنضاله المستمر، أسس مقاومة ترفض أشكال هذا الاحتلال في مراحل كفاحية صلبة، بدءًا من حركة "موج"، ثم "حتم"، فحركة "تاج" وحركة مطالبة المسرحين لحقوقهم، حتى انطلقت ثورة الحراك الجنوبي السلمي الشعبية بمكوناتها المختلفة في المسمى والمتفقة في المطالب؛ لتمثل قاعدة صلبة في مقاومة الاحتلال اليمني الشمالي الهمجي (الحوثي والعفاشي)، وكان لدخول عاصفة الحزم بقيادة التحالف العربي بقيادات السعودية ودولة الإمارات دور حاسم في دعم المقاومة الجنوبية رغم تاريخ نضالهم قبلها غير أن دول التحالف دعمت في تشكيل قواتنا وترتيب أوضاعها لمقاومة المشروع الحوثي الإيراني .

وبفضل هذا الوفاء العظيم من قواتنا المسلحة وقادتنا العظماء على الصعيدين السياسي والدبلوماسي، أصبح شعب الجنوب يطالب بدعم عربي وإقليمي ودولي واسع، ينتصر لعدالة قضيته في استعادة دولته؛ لأن استعادة دولة الجنوب تمثل في مفهومها السياسي: هي إرادة شعب، وقضية عادلة، تمثلها قيادة مفوضة للتعبير عن تطلعاتها في التحرير والاستقلال لتكون مسارًا آمنًا للاستقرار الإقليمي، وحمايةً للمصالح الدولية.

وفي ظل التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة التي شهدتها صحراء ووداي حضرموت والمهرة وحدودها، صارت جماهير شعبنا الغفيرة، بإرادتها الشعبية عبر قيادتها التي فرضتها إلى تحقيق أهداف تتمثل في استعادة دولة الجنوب العربي من المجتمع الدولي والإقليمي من خلال:

1. نقل قضية الجنوب من إطارها المحلي إلى قضية عالمية عادلة، تستحق الاهتمام لما قدمه المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس الزعيم عيدروس بن قاسم الزبيدي وقواته من نجاحات في مكافحة الإرهاب وقطع منابع التهريب والمخدرات والأسلحة، التي أصبحت شريانًا ماليًا للمليشيات الحوثية المدعومة إيرانيًا.

2. يجب أن يحصل وينال الجنوب على الاعتراف الدولي على قضيته العادلة، وعلى الإقليم والمجتمع الدولي أن يتعاطف مع شعب الجنوب سياسيًا وإنسانيًا وقانونيًا، يقود إلى حل عادل وآمن من خلال دعم حق تقرير المصير المكفول بالقوانين الدولية.

3. يجب أن تتمثل لدى المجتمع الدولي والإقليمي قناعة قناعة راسخة بأن استعادة دولة الجنوب تمثل شرطًا أساسيًا وصمامًا أمانًا للملاحة البحرية الدولية، وعامل استقرار دائم للمنطقة،.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة 4 مايو

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة 4 مايو

منذ 7 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 4 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 6 ساعات
عدن تايم منذ 7 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 16 ساعة
عدن تايم منذ 4 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 17 ساعة
صحيفة عدن الغد منذ 6 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 13 ساعة
عدن تايم منذ 7 ساعات