الاستفزازُ العاطفيُّ ليس انفعالًا عابرًا، ولا ردَّةَ فعلٍ غير محسوبةٍ، بل هو سلوكٌ مقصودٌ يُستخدَم للتأثير على قرارات الآخرِينَ، عبر الضَّغط على أوتارهم النفسيَّة. يحدث عندما يتعمَّد شخصٌ مَا إثارة الغَضب، أو الذَّنب، أو الخَوف، أو الشَّفقة لدى طرفٍ آخرَ، لا بهدف الحوارِ أو الحل، بل للسيطرةِ، أو الإرباك، أو إحراز مكسبٍ غير عادل، في بيئات العمل، وفي العلاقات الشخصيَّة، وحتَّى في الخطاب العام، أصبح الاستفزازُ العاطفيٌّ أداةً شائعةً، وخطِرةً.
يعتمد المستفِزُّ على قاعدةٍ بسيطةٍ، الإنسان عندما ينفعلُ، يضعف حكمه، وفي لحظةِ الغضبِ، أو الحزن، تتراجعُ القدرة على التفكير المنطقيِّ، وتعلُو القرارات السَّريعة، وهنا يدخلُ المستفِزُّ، لا ليقنعَك بالحجَّةِ، بل ليقودكَ بالشعورِ، وقد يذكِّركَ بتضحياته، أو يتَّهمكَ بالجحود، أو يشكِّك في نواياكَ، أو يستفزُّ كرامتكَ، الهدف واحد، إخراجكَ من توازنكَ.
ويظهر الاستفزازُ العاطفيُّ بعدَّة صور:
استفزازُ الغضبِ، عبر السُّخرية، التَّقليل، أو الاستفزاز المباشر. استفزازُ الذَّنبِ، تحميلكَ مسؤوليَّة مشاعر الآخرِينَ أو فشلهم. استفزازُ الخوفِ، التَّهديد الضمني بالخسارة، أو الإقصاء، أو العقاب. استفزازُ الشَّفقةِ، تضخيم المعاناة للحصول على تنازل أو إعفاء. استفزازُ الكرامةِ، التشكيك في رجولتكَ، مهنيتكَ، أو قيمتكَ.
الأخطرُ أنَّ هذه الأساليب قد تُستخدَم بلباس «الحرص»، أو «النصيحة»، أو «الود»، بينما حقيقتها ضغطٌ نفسيٌّ مقنَّعٌ.
في بيئة العمل، الاستفزازُ العاطفيُّ سلوكٌ سامٍ. قد يستخدمه مديرٌ؛ لفرض قراراته، أو زميلٌ؛ لإرباككَ، أو موظفٌ؛ للتهرُّب من المسؤوليَّة، وعبارات مثل، كنتُ أتوقَّع.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة
