أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده ستبدأ قريبا عملية برية في فنزويلا، وأن واشنطن تريد توجيه ضربات أوسع ضد عصابات المخدرات بأمريكا اللاتينية لا تقتصر على فنزويلا فقط.
وخلال تصريحات للصحفيين في فلوريدا، زعم ترامب أن "نسبة المخدرات القادمة من البحر انخفضت بنسبة تزيد على 96%"، وقال "سنفعل الشيء ذاته على اليابسة، وسيكون الأمر أسهل وأسرع".
وفي خطوة تعد سابقة قانونية وسياسية مثيرة للجدل، أكد ترامب أن الولايات المتحدة ستحتفظ لنفسها بالنفط الذي تمت مصادرته من ناقلات فنزويلية في المياه الدولية، مبررا ذلك بأنه يأتي من ضمن "جهود مكافحة التهريب وتهريب المخدرات".
من جهتها، ردت فنزويلا بحزم، حيث وجّه الرئيس نيكولاس مادورو رسالة رسمية إلى رؤساء دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وكذلك إلى جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، أكد فيها أن "فنزويلا ملتزمة بالسلام، لكنها مستعدة لدفاع لا هوادة فيه عن سيادتها وأراضيها ومواردها".
وقال وزير الخارجية الفنزويلي، إيفان جيل بينتو: "فنزويلا تُعيد تأكيد رغبتها في السلام، لكنها في الوقت نفسه تبدي استعدادها التام للدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها ومواردها وفقا للقانون الدولي".
وكشف مادورو أن القوات الأمريكية شنت 28 هجوما على سفن مدنية في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، "ما أسفر عن 104 عمليات إعدام خارج نطاق القضاء"، مشيرا إلى أن هذه الانتهاكات "لا تستند إلى أي مسوغ قانوني"، مشددا في الوقت ذاته على أن فنزويلا لم ترتكب أي عمل يستدعي هذا الضغط العسكري.
وأوضح الرئيس الفنزويلي أن الولايات المتحدة احتجزت ناقلتين في المياه الدولية تحملان نحو 4 ملايين برميل من النفط الفنزويلي، وفرضت"حصارا بحريا كاملا" عليهما، معتبرا أن هذه الممارسات "تتجاوز القانون الدولي والدستور الأمريكي"، وتعد "قرصنة ممنهجة على موارد الطاقة".
وحذر مادورو من أن هذه الإجراءات ستلحق ضررا جسيما بأسواق النفط العالمية، وستفاقم عدم الاستقرار الاقتصادي في دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، داعيا المجتمع الدولي إلى "رفض استخدام موارد الطاقة كأداة للضغط السياسي أو العدوان العسكري".
وفي 10 ديسمبر الجاري، أعلن ترامب مصادرة ناقلة نفط خاضعة للعقوبات تحمل نفطا فنزويليا، وقال إن واشنطن "ستحتفظ بالنفط".
وفي 20 ديسمبر، أكدت واشنطن اعتراض ناقلة "سنتشريز" التي كانت ترفع العلم البنمي وتنقل نفطا لصالح شركة صينية رغم أنها لا تخضع للعقوبات الأمريكية.
وفي 21 ديسمبر، أفادت "بلومبرج" بمصادرة ناقلة "بيلا 1"، بذريعة مشاركتها المزعومة في نقل نفط إيراني سابقا، وفق ما ذكرته "نيويورك تايمز".
ويُنظر إلى تصريحات ترامب حول "الضربات البرية" ومصادرة النفط الفنزويلي على أنها تصعيد خطير قد يفتح الباب أمام مواجهة عسكرية أوسع في أمريكا اللاتينية، في وقت تسعى فيه دول الجنوب العالمي إلى تعزيز سيادتها ورفض الهيمنة الأحادية.
وفي المقابل، تتمسك فنزويلا بموقفها الدفاعي، مؤكدة أن "السلام لا يعني الخضوع"، وأنها لن تسمح بـ"نهب مواردها تحت أي ذريعة".
هذا المحتوى مقدم من مستقبل وطن نيوز
