يواصل الذهب ترسيخ مكانته كأحد أبرز الملاذات الآمنة في الأسواق العالمية، بعدما سجل خلال عام 2025 قفزات سعرية غير مسبوقة.
وكان آخرها تجاوزه مستوى 4,425 دولارًا للأونصة في أواخر ديسمبر، وهو ما يعكس حالة من التحول العميق في توجهات المستثمرين، تزامنًا مع مراقبة الأسواق لتقلبات أسعار الذهب والفضة التي باتت تتصدر واجهة الاهتمامات المالية.
وفي هذا السياق لم يكن الارتفاع الحاد في أسعار الذهب والفضة وليد الصدفة، بل جاء مدفوعًا بعوامل متعددة. أبرزها استمرار السياسات النقدية الحذرة، وتراجع الثقة في بعض الأصول عالية المخاطر. إضافة إلى تصاعد المخاوف من تباطؤ اقتصادي محتمل.
ومع ذلك فإن الذهب ظل المستفيد الأكبر من هذه البيئة؛ بفضل تاريخه الطويل كأداة تحوط في أوقات الأزمات.
وعلى الرغم من أن الذهب تصدر المشهد فإن الأنظار بدأت تتجه بشكلٍ متزايد إلى الفضة. التي حققت بدورها أداءً قويًا؛ ما فتح الباب أمام تساؤلات جوهرية حول مستقبل المعدنين في عام 2026، وما إذا كانت الفضة تستطيع التفوق على الذهب في سباق العوائد.
الفضة تكتسب زخمًا بدعم الطلب
في موازاة صعود الذهب شهدت الفضة تحركات لافتة؛ إذ ارتفع سعرها ليحوم حاليًا فوق 69 دولارًا للأونصة (حتى 22 ديسمبر 2025)، مدفوعة بارتفاع الطلب الصناعي وتراجع مستويات المعروض، وفقًا لما أعلنته رويترز .
ويعد هذا العامل تحديدًا أحد أبرز ما يميز الفضة عن الذهب؛ حيث ترتبط قيمتها بشكل وثيق بدورة النشاط الصناعي والتكنولوجي.
علاوة على ذلك فإن صغر حجم سوق الفضة مقارنة بسوق الذهب يجعلها أكثر حساسية للتغيرات في الطلب. وهو ما يعني أن أي زيادة محدودة في الاستهلاك الصناعي أو الاستثماري قد تؤدي إلى قفزات سعرية ملحوظة.
ومن هنا يرى محللون أن أسعار الذهب والفضة قد تشهد تباينًا في وتيرة النمو خلال المرحلة المقبلة؛ تبعًا لطبيعة المحركات المؤثرة في كل معدن.
وفي هذا الإطار يؤكد بريت إليوت؛ مدير التسويق في بورصة المعادن النفيسة الأمريكية (APMEX)، أن الفضة تفوقت بالفعل على الذهب خلال العام الحالي من حيث نسبة الارتفاع. مشيرًا إلى أن استمرار هذا الأداء قد يجعلها منافسًا قويًا في عام 2026، خاصة إذا استمرت الظروف الاقتصادية الداعمة.
سيناريوهات الأسعار المحتملة
وفق تقديرات الخبراء فإن تكرار الذهب لأدائه القوي يتطلب بلوغه مستويات أعلى بكثير. إذ يشير إليوت إلى أن الذهب يحتاج إلى تجاوز 6,300 دولار للأونصة. في حين يتطلب الأمر أن تصل الفضة إلى 86 دولارًا للأونصة لتحقيق أداء مماثل.
أما في حالة تفوق الذهب على الفضة في تلك المرحلة فسيكون عليه تجاوز حاجز 7,000 دولار للأونصة.
من جانبه يتبنى جيف كلارك؛ محلل المعادن النفيسة ومؤسس The Gold Advisor، رؤية متفائلة تجاه المعدنين معًا. موضحًا أن الاتجاهات التاريخية تشير إلى احتمالية تسجيل أسعار أعلى خلال عام 2026.
ويرى أن الذهب قد يصل إلى 5,000 دولار، في حين قد تبلغ الفضة مستوى 75 دولارًا، سواء في 2026 أو في 2027.
وفي ضوء هذه التوقعات يتضح أن أسعار الذهب والفضة تمر حاليًا بمرحلة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من مجلة رواد الأعمال



