أربيل (كوردستان24)في عالم تتقاطع فيه الخطوط لتشكل لغة بصرية تفيض بالجمال، يبرز اسم الفنان التشكيلي والخطاط الكوردي علي ألواني كواحد من المبدعين الذين طوعوا القصب والمداد لخدمة الهوية والفن. في حوار خاص مع "كوردستان 24"، يفتح ألواني قلبه ليتحدث عن رحلته من أزقة خانقين إلى معارض أربيل، وعن اللوحة التي استوقفت رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني.
يسرد ألواني بفخر لحظة لقائه برئيس الحكومة مسرور بارزاني، حيث أهداه لوحة فنية جسدت قصيدة كتبها سيادته عن مدينة كركوك، "قلب كوردستان"، بعنوان "درد دلي كركوك" (بوح كركوك الشجي). يقول ألواني: "تأمل رئيس الوزراء اللوحة بعمق وإعجاب كبيرين، وكان تشجيعه لي بمثابة دافع معنوي هائل لمواصلة هذا الطريق الإبداعي".
يرى ألواني أن العلاقة بينه وبين الخطوط ليست مجرد مهنة، بل هي "قصة حب" متبادلة؛ فكل خط يرسمه يفتح حواراً عاطفياً فريداً بينه وبين الورق. وعن جذوره في خانقين، يؤكد أنها كانت ولا تزال مركزاً للفنون، حيث يقول: "في كل تمرين، لا بد أن أكتب كلمات بلهجة خانقين، فنانو هذه المدينة هم من قربوني من هذا الفن، وأنا مدين لهم بكل فخر".
رغم اعترافه بفضل التكنولوجيا في خدمة البشرية، إلا أن لعلي ألواني رأياً ناقداً تجاه تأثيرها على الخط العربي؛ حيث يرى أن التقدم الرقمي "أوجع" فن الخط وشوه ملامحه، وأدى إلى جفاء بين أصابع الإنسان والقلم. ويضيف بأسى: "اليوم نرى أشخاصاً يحملون شهادات عليا، لكن خطوطهم على الورق تشبه خطوط أطفال في الروضة، لأن التكنولوجيا سرقت منهم روح الكتابة اليدوية".
في فلسفته الفنية، لا مكان للحقد؛ فبالنسبة لألواني، الفن والكراهية ضدان لا يجتمعان. "من يحمل الحقد في قلبه لا يمكنه أن يسمى فناناً"، هكذا لخص رؤيته، مؤكداً أن قلب الفنان الحقيقي يجب أن يفيض بالحب والجمال فقط.
يتطرق ألواني إلى جانب إنساني ومؤلم في مهنة الخطاط، وهو كتابة الأسماء على شواهد القبور. يصف تلك اللحظة بأنها اختيار صعب ومؤلم؛ حين يضطر الخطاط لرسم اسم شخص عزيز بقلب حزين وأنامل ترتجف، في مفارقة قدرية تجمعه بين كسب الرزق لعائلته وبين تخليد ذكرى الراحلين بجمال خطه.
علي ألواني، ابن خانقين المقيم في أربيل وخريج معهد الفنون الجميلة (قسم السيراميك)، والذي طافت لوحاته معارض بغداد والإمارات وكوردستان، يختم حديثه برسالة محبة صادقة بلهجته الأم إلى مسقط رأسه: "أهل خانقين.. أحبكم كثيراً".
بهذه الكلمات، يختتم ألواني حواره، تاركاً خلفه حبراً لا يجف، وخطوطاً تحكي قصصاً عن الوفاء للأرض، وللحرف، وللقلم.
تقرير وتحرير: كوردستان 24
هذا المحتوى مقدم من كوردستان 24
