حضرموت... هدف أم طرف؟

ما يجري في حضرموتَ لا يمكن النَّظرُ إليه كتحركٍ ميدانيٍّ عابرٍ، أو امتدادٍ طبيعي لمظلومية جنوبية مشروعة تراكمت عبر هذه السنوات، فما يحدث أكثر تعقيداً وخطورةً في دلالاته وتوقيته. نحن أمام اختبارٍ ضخمٍ لطريقة إدارة الصّراع في الملفِ اليمني، ولحدودِ ومآلاتِ العبثِ بالجغرافيا الاجتماعيةِ والسياسيةِ في بلد شديدِ الهشاشةِ والتعقيد.

حضرموت، عبر تاريخِها الطَّويل، لم تكن ساحةَ اصطفافٍ حادّ بل مساحة توازن، واستقرار وتماسك مجتمعي من الصعب أن يتمَّ التعاملُ معها باعتبارها جائزةً جيوسياسيةً، أو أداةً لإعادةِ تعريفٍ للجنوب وتحويله مشروع استئثار بمنطق القوةِ وفرض الأمر الواقع.

محاولاتُ فرض السيطرة على حضرموت والمهرة، وإزاحة قوى محليةٍ وبنى اجتماعية راسخة، لا تفتح فصلاً جديداً في الملف اليمني فحسب، بل تغيّر طبيعتَه حيث لم يَعدِ الخلافُ محصوراً بين شرعية وانقلاب، ولا بين وحدة وانفصال، بل يتحول تدريجياً إلى صراع على الجغرافيا نفسها، بوصفها مصدراً للشرعية السياسية بقوة السلاح، وأداةً لاحتكار تمثيل الجنوب وتعريفه.

تأتي هذه التحولات في لحظة شديدة الحساسية. اليمن دولةٌ منهكةٌ، غارقةٌ في أزماتٍ إنسانيةٍ واقتصاديةٍ عميقة. وفي مثل هذه البيئات، لا ينتج توسيعُ دوائر الصراع إلا فرصاً إضافيةً للميليشيات كي تتمدَّدَ وتعيدَ إنتاج نفسِها. رسمُ الخرائطِ بالقوة في واقعٍ هشّ لا يَبني دولةً قابلةً للحياة، بل يراكم أسبابَ حربٍ أهليةٍ أشدَّ قسوة واستدامة.

المظلوميةُ الجنوبية تستند إلى حقائقَ لمسار تاريخي طويل ولا يمكن التقليلُ من شأنها لكنَّها حتماً ليست محصورةً بأقلية سياسية تحاول التَّحكمَ في كلّ الإقليم والتمرد على الشرعية، وتحويل المطالبِ المشروعة إلى مشروع انفصالي بالقوة، وجعلِ حضرموتَ المنطقة الوادعة جائزةً لمغامرة سياسية صِيغت خارجَ سياقِها الاجتماعي والثقافي.

تاريخياً، لم تكن حضرموت امتداداً عضوياً لكل المناطق خارجها، كما لم تنخرط في مشاريعَ آيديولوجية أو عسكرية مؤدلجة، بل ظلَّت كياناً تسود فيه الثقافة المجتمعية وأنتج ذاكرة جمعية ممتدة عبر قرون من التجارة والهجرة والعلاقات المفتوحة على المحيط الإقليمي والعالمي، وهذا المسار الطويل أنتج مجتمعاً شديد الحساسية تجاه العسكرة وتغيير الواقع بقوة السلاح.

المجتمع الحضرمي طوّر عبر السّنين بشكلٍ مدهشٍ شبكةً من الأعراف السياسية والتقاليد المجتمعية المحلية، القائمة على تحييد الجغرافيا.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من مأرب برس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من مأرب برس

منذ ساعة
منذ ساعة
منذ ساعة
منذ 11 ساعة
منذ دقيقة
منذ 8 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 4 ساعات
عدن تايم منذ 5 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 7 ساعات
حضرموت 21 منذ 5 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 10 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 9 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 7 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 5 ساعات