لم تأتِ صيحات المكياج والموضة لعام 2025 بمعزل عن التحولات الثقافية والاجتماعية التي يشهدها العالم، بل عكست بشكل واضح توجّهًا متناميًا نحو إعادة تعريف الجمال بوصفه تعبيرًا عن الهوية الفردية، بعيدًا عن القوالب الصارمة التي هيمنت في السنوات الماضية.

من المبالغة إلى التوازن

يشير متابعون لقطاع الموضة والجمال إلى أن عام 2025 يمثل مرحلة انتقالية بين الإطلالات المبالغ فيها، والاتجاه نحو البساطة المدروسة، حيث برزت البشرة الطبيعية ذات الإشراقة الخفيفة بدلاً من التغطية الثقيلة، في انعكاس لرغبة متزايدة في الظهور بمظهر أكثر واقعية وقربًا من الشكل الطبيعي.

البلاش دلالة نفسية قبل أن يكون تجميلية

عادت مستحضرات البلاش إلى صدارة المشهد، بعد أن تحوّلت من عنصر ثانوي إلى محور أساسي في الإطلالة. هذا التوجه يعكس بحثًا عن مظهر صحي وحيوي، ويمنح الوجه طابعًا أكثر دفئًا، بعيدًا عن الجمود الذي تفرضه بعض أساليب المكياج التقليدية.

الشفاه غير المحددة رفض الكمال المصطنع

أما انتشار موضة الشفاه غير المحددة، فيُقرأ بوصفه رفضًا لفكرة الكمال المفرط، التي عززتها الصور المعدلة رقميًا. الإطلالة الناعمة وغير الدقيقة تعكس توجهًا نحو العفوية، وتمنح الفرد مساحة أكبر للتعبير عن شخصيته.

الألوان الدافئة انعكاس للبحث عن الاستقرار

هيمنة درجات البني والموكا والبيج على المكياج والأزياء تعكس، بحسب محللين، حالة بحث عن الطمأنينة والهدوء النفسي، في ظل عالم سريع التغير. هذه الألوان أسهمت في خلق لغة بصرية موحدة بين الموضة والمكياج.

الجرأة المحسوبة

ورغم سيادة البساطة، لم تغب اللمسات الجريئة، بل حضرت بشكل محسوب في مكياج العيون والأظافر، عبر الألوان المعدنية واللمعان الخفيف، خاصة في الإطلالات المسائية، ما يعكس توازنًا بين الجرأة والرقي.

تأثير المنصات الرقمية

لعبت منصات التواصل الاجتماعي دورًا محوريًا في ترسيخ هذه الصيحات، إذ تحوّل الجمهور من متلقٍ إلى مشارك فاعل في صناعة الموضة، من خلال التجارب اليومية والمحتوى المرئي، ما ساهم في تسريع انتشار الاتجاهات وتكييفها مع مختلف البيئات والثقافات.

خلاصة

يمكن القول إن موضة المكياج لعام 2025 تعبّر عن وعي جمالي جديد، يوازن بين العملية والأناقة، ويعيد الاعتبار للجمال الطبيعي بوصفه قيمة إنسانية، لا مجرد صيحة موسمية.

هذا المحتوى مقدم من عراق أوبزيرڤر