لا أحدَ يرغبُ في استحضار ذاكرته، بتفاصيل تلك المرحلةِ العصيبةِ التي مرَّ بها العالمُ؛ لأنَّها تسبَّبت في إصابة وهلاك ملايين البشر حول العالم، كمَا خسر ملايين آخرُونَ وظائفَهم، أو أعمالَهم التجاريَّة، وتوقَّفت عجلةُ الحياةِ بكلِّ تفاصيلها.
تلك الذِّكرى الأليمة لوباء كوفيد-19، ربَّما نتحرَّجُ من الحديث عنها، يقولُونَ: «لا تذكر العفريت يطلع لك»، لكنَّ «ذاكرة المرض»، كتابٌ حديثٌ لأستاذةِ الأدب الإنجليزيِّ، النَّاقدة والمُترجمة، الدكتورة عفَّت جميل خوقير، يأخذك في رحلةٍ ممتعةٍ عبرَ الزَّمن والتَّاريخ والإنسان، لا تملُّ قراءَتُه بأسلوبٍ رشيقٍ رقيقٍ، يعكسُ رقَّةَ وشخصيَّةَ الكاتبةِ، بلغةٍ أدبيَّةٍ خالصةٍ -عرضًا وأسلوبًا- فتقرأ دونَ مَللٍ، ودون أنْ تمرَّ بك ذكرى أليمة؛ لأنَّك تقرأ معاناة البشر، في ظلِّ أحوال معيشيَّةٍ متدنيَّةٍ وإمكانيَّات صحيَّة بدائيَّة. رغم ذلك، لا تشعرُ بالاستياءِ أو النفورِ من الكتاب، فهو دراسةٌ مقارنةٌ حول «الوباء والجوائح في التراث الإنسانيِّ».
منهجيَّةُ الكتاب تاريخيَّةٌ مقارنةٌ، تسعَى لتحليل روايتَي: «سنة الطاعون» للكاتب الإنجليزيِّ دانيال ديفو (١٧٧٢م)، و»الطاعون» للفرنسيِّ ألبير كامو (١٩٤٧م). وهما من أهم ما أُنتِج أدبيًّا عن الأوبئة.
«ذاكرة المرض» كتابٌ مختلفٌ، لا يشبه الكتب التي صدرت عن وباء كوفيد-19؛ فبعضُ مَن كَتَبَ عن الوباء، استغلَّ فترة الإغلاق الكليِّ، والحَجْرِ، ومساحةَ الفراغِ لكتابة تجربتِهِ، خلال انتشار وباء كوفيد-19 عام ٢٠٢٠م.
يقدّم كتابُ «ذاكرة المرض» قراءةً فاحصةً لمعرفة تاريخ الأوبئة، التي أصابت جزءًا أو أجزاءً من العالم، من خلال كتابَي ديفو، وكامو، باعتبارهما سجلَّينِ تاريخيَّينِ لأحوال البلاد والعباد إبَّان اجتياح الأوبئة والأمراض.
ويقدِّم الكتابُ في الوقت ذاته، مقارنةً بين ما جرى في زمن الرِّوايتَين؛ وما جرى إبَّان الاجتياح الكوفيديِّ للعالم، وانتشاره كالنَّار في الهشيم، كما حدث خلال كوفيد-19 عام ٢٠٢٠م.
يتبنَّى الكتابُ نظريَّةَ «الصُدَف المعنويَّة»، والتي يندرجُ تحتها مفهومان: «توازي الأحداث»، و»التآزر الإنساني»، وبذلك يستنبط روابط معنويَّة وإنسانيَّة وتاريخيَّة ومنطقيَّة تقوم بين جميع الأحداث التي يتناولها البحث.
جاء الكتاب في خمسة فصول وملحق:
الفصل الأول: مراجعة أدبيَّة لما أُنتِج أدبيًّا عن.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة
